علاء الدين علي بن المظفر بن إبراهيم بن عمرو بن زيد الكندي
علاء الدين علي بن المظفر بن إبراهيم بن عمرو بن زيد الكندي :
كاتب ابن وداعة المعروف بالوادعي صاحب التذكرة الكندية في خمسين مجلداً . ولد بحلب سنة 640 وسافر الى دمشق فتوفي سنة 716 .
كان فاضلاً أديباً شاعراً حاملاً لواء البديع في التورية وغيرها وكان ابن نباته عيالاً عليه وسارقاً منه وعقد ابن حجة له في الخزانة فصلاً لسرقاته منه وكان قد درس بالشام وشاركه الذهبي في السماع ، وكتب بديوان الانشاء . ومن شعره :
تـرى يا جيرة الرمل يـعود بـقربكم iiشملي
وهـل تـقتص أيدينا مـن الهجران iiللوصل
وهـل يـنسخ iiلقياكم حديث الكتب iiوالرسل
بـروحي لـيلة iiمرّت لـنا مـعكم بذي الأثل
وسـاقينا ومـا iiيَملي وشـادينا ومـا iiيُملي
وظبي من بني الأتراك حـلو الـتيه iiوالـدل
لـه قـدّ كغصن iiالبان مـيّال الـى iiالـعدل
وطـرف ضيق ويلاه مـن طـعناته iiالنُجل
أقـول لـعاذلي فـيه رويـدك يـا أبا iiجهل
فـقلبي مـن بني iiتيم وعـقلي من بني iiذهل
وقوله :
سمعت بان الكحل للعين قوة
وقوله :
يا مالكاً صدق مواعـيده خلى لنا في جوده مطمعا
لم نعد في السبت فما بالنا لم تأتنا حيتـاننا شُرّعـا
وقال على لسان صديق يهوى مليحا في أذنه لؤلؤة .
قد قلت لما مر بي مقرطقٌ يحكي القمر
هذا أبو لـؤلـؤة منه خذوا ثـار عمر
وفي الدرر الكامنة : هو منسوب الى ابن وداعة عز الدين عبد العزيز بن منصور ابن وداعة الحلبي كان الناصر بن العزيز ولاه شد الدواوين بدمشق ثم ولاه الظاهر بيبرس وزارة الشام فكان علاء الدين الوداعي كاتبه فاشتهر بالنسبة اليه لطول ملازمته له . تلا السبع على علم الدين اللورقي وابن ابي الفتح وطلب الحديث من مَن سمع من ابن ابي طالب ابن السروي ومن عبد الله بن الخشوعي وعبد العزيز الكف رطابي والصدر البكري وعثمن بن خطيب القرافة وابراهيم ابن الخليل قرأ عليه بنفسه المعجم الصغير للطبراني وابن عبد الدائم ومن بعدهم ، قال البرزالي جمعت شيوخه بالسماع من سنة اربعين فما بعدها فبلغوا نحو المائتين واشتغل في الآداب فمهر في العربية وقال الشعر فأجاد وكتب الدرج بالحصون مدة ثم دخل ديوان الانشاء في آخر عمره بعد سعي شديد وكان لسانه هجاء فكان الناس ينفرون عنه لذلك كان شديداً في مذهب لتشيع من غير سب ولا رفض ، وزعموا انه كان يخل بالصلاة وولي الشهادة بديوان الجامع ومشيخة الحديث النفيسية وجمع تذكرة في عدة مجلدات تقرب من الخمسين وقفها بالسميساطيه وهي كثيرة الفوائد . قال الذهبي لم يكن عنده ضوء في دينه وكان يخل بالصلاة ويرمى بعظائم وكانت الحماسة من محفوظاته ، حملني الشره على السماع من مثله ، قال ابن رافع سمع منه الحافظ المزي وغيره وكان قد سمع الكثير وقرأ بنفسه وحصل الاصول ومهر في الادب وكتب الخط المنسوب ، سألت الكمال الزملكاني عنه فقال اشتغل في شبيبته كثيراً بانواع من العلوم وقرأ بالسبع وقرأ الحديث وسمعه وحصل طرفاً من اللغة وكان له شعر في غاية الجودة فيه المعاني المستكثرة الحسان التي لم يسبق الى مثلها وكان يكتب للوزير ابن وداعه ويلازمه ثم نقصت حاله بعده ولم يحصل له انصاف من جهة الوصلة ولم يزل يباشر في الديوان السلطاني ، وقال البرزالي باشر مشيخة دار الحديث النفيسية عشرين سنة الى ان مات (قال المؤلف) نسبته الى الاخلال بالصلاة ناشيء عن عدم صَلاته أحياناً خلف مَن لا يعتقد عدالته فيظنون به ذلك والذهبي لم ير عليه ضوءاً في دينه لانه شيعي وكذلك الخفاش لا يرى الضوء ورميه بعظائم ليس إلا للتشيع . وكانت له ذؤابة بيضاء الى أن مات وفيها يقول :
يا عائبا منـي بـقاء ذؤابتي مهلا فقد أفرطتُ في تعييبها
قد واصلتني في زمان شبيبتي فعلام أقطعها أوان مشيـبها
ومن لطائفه قوله :
ويوم لنا بالنـيرييـن رقيـقة حواشيه خال من رقيب يشينه
وقفنا فسلّمنا على الدوح غدوة فردّت علينا بالرؤوس غصونه
وله :
ولا تسألوني عن ليال سهرتها أراعي نجوم الأفق فيها الى الفجر
حديثي عال في السماء لأنني أخذت الأحاديث الطوال عن الزهر
وله وكتبهما عنه الرشيد الفارقي وكان يستجيدهما :
ولو كنت أنسى ذكره لنسيته وقد نشأت بين المحصب والحمى
سحابة لوم أرعدت ثم أبرقت بسمرٍ وبيض أمطرت عنهما دما
وله :
فـتنت بمن iiمحاسنه الى عرب النقى تنمي
عـذار مـن بني iiلام وطرف من بني iiسهمِ
وعـذالي بـنو iiذهل وحـسّادي بـنو iiفهمِ
وله :
خليلي لا تسقنـي سوى الصرف فهو الهني
ودع كأسها اطلسا ولا تـسقنـي مـع دني
وله :
قسماً بـمرآك الجمـيل فـانـه عربيُّ حسنٍ من بني زهران
لا حلت عنك ولو رأيتك من بني لحيان لابل مـن بني شيبان
أخبرني أبو الحسن ابن أبي المجد بقراءتي أنشدنا الوداعي لنفسه اجازة وهو آخر من حدث عنه :
قال لي الـعاذل المـفند فيـها حين وافت وسلّمت مختـاله
قم بنا ندعي النبوة في العشـ ـق فقد سلّمت علينا الغزاله
وله :
إذا رأيت عارضا مسلسلاً في وجنة كجنة يا عاذلي
فاعلم يقينا أنـني من أُمّة تقاد للجنـة بالـسلاسل
ونص على تشيعه في نسمة السحر وفوات الوفيات وتذكرة الحفاظ للذهبي ، والصفدي في تاريخه . له التذكرة الكندية ، قال ابن كثير الشامي في تاريخه إنه جمع كتاباً في خمسين مجلّداً فيه علوم جمّة أكثرها أدبيات سماه التذكرة الكندية وقفها بالسميساطية (ا هـ) ذكرها في كشف الظنون بثلاثة عناوين : تذكرة الوداعي والتذكرة العلائية والتذكرة الكندية .
وفي روضات الجنات نقلاً عن ذيل تاريخ ابن خلكان لصلاح الدين الصفدي قال : كان هذا الرجل شيعيّاً ودخل ديوان الانشاء بدمشق سنة إحدى عشر : وسبعمائة تقريباً أقول واستطرد في ترجمته وذكر له من الشعر قوله :
ذكرتُ شوقاً وعـندي ما يصدقه قلب تقلّـبه الذكـرى وتقـلقــه
هذا على قرب دارينا ولا عجب فالطرف للطرف جارٌ ليس ترمقه
وفي النجوم الزاهرة قال : مات ببستانه في دمشق 17 رجب ودفن بالمزّة (مزّة كلب) قرية كبيرة غناء في وسط بساتين دمشق بينها وبين دمشق نصف فرسخ .
وفي الدرر الكامنة ، عرف بالوداعى لاختصاصه بابن وداعة وهو عز الدين عبد العزيز بن منصور ابن وداعة الحلبي ، كان الناصر بن عبد العزيز ولاه شد الدواوين ثم ولاه بيبرس وزارة الشام .