ابن ابي الحديد المعتزلي
ابن ابي الحديد المعتزلي
هو عز الدين عبدالحميد بن أبي الحسين هبة الله بن محمد بن محمد بن الحسين ابن أبي الحديد المدائني الحكيم الاصولي. كان من أعيان العلماء الافاضل ، والاكابر الصدور ، والاماثل ، حكيما فاضلا ، كاتبا كاملا ، عارفا بأصول الكلام يذهب مذهب المعتزلة. خدم في الولايات الديوانية والخدم السلطانية وكان مولده في غرة ذي الحجة سنة 586هـ.
اشتغل وحصل وصنف وألف. فمن تصانيفه شرح نهج البلاغة : في عشرين مجلدا وقد احتوى هذا الشرح على ما لم يحتوي عليه كتاب من جنسه ، وصنفه لخزانة كتب الوزير مؤيد الدين محمد بن العلقمي. ولما فرغ من تصنيفه أنفذه على يد أخيه موفق الدين أبي المعالي فبعث إليه بمئة دينار وخلعة سنية وفرس فكتب إلى الوزير :
أيا رب العباد رفعت صنعي .. وطلت بمنكبي وبللت ريقي
وزيغ الاشعري كشف عني .. فلم أسلك ثنيات الطريق
أحب الاعتزال وناصرية .. ذوي الالباب والنظر الدقيق
فأهل العدل والتوحيد أهلي .. نعم فريقهم أبدا فريقي
وشرح النهج لم أدركه إلا .. بعونك بعد مجهدة وضيق
تمثل إذ بدأت به لعيني .. هناك كذروة الطود السحيق
فتم بحسن عونك وهو أنأى .. من العيوق أو بيض الانوق
بآل العلقمي ورت زنادي .. وقامت بين أهل الفضل سوقي
فكم ثوب أنيق نلت منهم .. ونلت بهم وكم طرف عتيق
أدام الله دولتهم وأنحى .. على أعدائهم بالخنفقيق
ومن تصانيفه : كتاب العبقري الحسان وهو كتاب غريب الوضع قد اختار فيه قطعة وافرة من الكلام والتواريخ والاشعار وأودعه شيئا من انشائه وتوسلات ومنظوماته. ومن تصانيفه كتاب الاعتبار على كتاب الذريعة ، في أصول الشريعة للسيد المرتضى وهو ثلاث مجلدات ومنها كتاب الفلك الدائر على المثل السائر لابن الاثير الجزري.
ومنها كتاب شرح المحصل للامام فخر الدين وهو يجري مجرى النقض له.
ومنها كتاب نقض المحصول في علم الاصول للامام فخر الدين أيضا ومنها شرح المشكلات الغرر لابي الحسن البصري في صول الكلام ومنها : شرح الياقوت لابن نوبخت في الكلام أيضا. ومنها كتاب الوشاح الذهبي في العلم الابي. ومنها انتقاد المصفى للغزالي في اصول الفقه. ومنها الحواشي على كتاب المفصل في النحو. سوى ماله من التعاليق وما لم تتبع معرفته.
وأما أشعاره فكثيرة وأجلها وأشهرها : القصائد السبع العلويات وذلك لشرف الممدوح بها عليه أفضل التحية والسلام ، نظمها في صباه وهو بالمدائن في شهور سنة 611هـ. وأما ما وليه من الولايات وتقلب من الخدمات فلا حاجة لذكره هنا.
قيل ولما أخذت بغداد كان ممن خلص من القتل في دار الوزير مؤيد الدين مع أخيه موفق الدين وحضر بين يدي المولى السعيد خواجه نصير الدين الطوسي وفوض إليه أمر خزان الكتب في بغداد مع أخيه موفق الدين والشيخ تاج الدين علي بن انجب. ولم تطل أيامه. وتوفي رحمه الله في جمادى الآخرة من سنة 656 هـ. ومدة عمره سبعون سنة وستة أشهر. ولد ومات في بغداد.
من كتاب معجز الآداب في معجم الالقاب