محمد بن هانئ بن محمد بن سعدون الاندلسي
محمد بن هانئ بن محمد بن سعدون الاندلسي :
ولد بقرية سكون من قرى مدينة اشبيلية سنة 320 أو 326 هـ وقتل في رجب سنة 362 وعمره 36 سنة ، كان أبوه هانئ من قرية من قرى المهدية بافريقية وكان أيضا شاعرا أديبا فانتقل إلى الاندلس فولد له محمد المذكور بمدينة اشبيلية ونشأ بها واشتغل وحصل له حظ وافر من الأدب وعمل الشعر ومهر فيه وكان حافظا لأشعار العرب وأخبارهم وكان اكثر تأدبه بدار العلم في قرطبة حتى برع بكثير من العلوم لا سيما علم الهيئة ، شعره طافح بالتشيع كقوله :
لي صارم وهو شيعي كحامله يكاد يسبق كرّاتي الى البطل
اذا المعز معز الـدين سلّـطه لم يرتقب بالمنايا مدة الأجل
وله في القصيدة التي أولها :
تقول بنو العباس هل فتحت مصر فقل لبني العباس قد قضى الأمر
وقد جاوز الاسكــندرية جوهـر تطالعه البشرى ويـقدمه النصر
ويقول فيها :
فـكـل إمـامـي يـجيء كـأنما على خده الشعرى وفي وجهه البدر
ادب الطف ـ الجزء الثاني 79
ومن روائعه :
ولم أجد الانسان الا ابن سعيه فمن كان أسعى كان بالمجد أجدرا
وبالهمة العلياء يرقى إلى العلى فمن كان أعلى همة كـان أظهرا
ولم يتأخــر مَن اراد تقـدّما ولـم يتـقدم مـن أراد تأخـرا
وقال :
عجبت لقوم أضلوا السبيل وقد بّين الله أين الهـدى
فما عرفوا لاحق لما استنار ولا أبصروا الرشد لمابدا
وما خـفى الرشـد لكـنما أضل الحلوم اتباع الهوى
وقال ابن خلكان :
ليس في المغاربة من هو افصح منه لا متقدميهم ولا متأخريهم بل هو اشعرهم على الاطلاق وهو عند المغاربة كالمتنبي عند المشارقة اقول وفيه قال القائل :
ان تكن فارسا فكن كـعلي أو تكن شاعرا فكن كابن هاني
كل من يدعى بما ليس فيه كذّبــته شواهد الامـتـحان
وقال يمدح المعز لدين الله وقيل ان هذه القصيدة أول ما أنشده بالقيروان وانه امر له بدست قيمته ستة آلاف دينار ، فقال له يا امير المؤمنين مالي موضع يسع الدست اذا بسط فأمر له ببناء قصر فغرم عليه ستة آلاف دينار وحمل اليه آلة تشاكل القصر والدست قيمتها ثلاثة آلاف دينار . وفي آخر القصيدة يذكر الامام أمير المؤمنين علي بن ابي طالب عليه السلام :
هل من أعقّة عالج يبرين أم منهما بقر الحدوج العين
ولمن ليال ما ذممنا عهدنا مذكنّ إلا أنهـن شجــون