في رثاء الإمام الحسين ( عليه السلام )
يزمع ألمي أن يورق أسيافاً ... تنغرز برأسي المحمول على الرمحْ
يا للموت المئويّ الرابع بعد الألفِ ... وبعد العطش المتسرّب من نهر الملحْ
يا للرأس الدائر في الآفاق المدهوشة ... بعد القتل ... وبعد الذبحْ ..
تتفرّد بي في هذي الليلة رؤيا
لم يرها غير نبيّ ... ووصيّ نبيّ ... لم يرها غير أبيّ
أو شاعر مرثية لحشاشة فاطمة ... وفؤاد عليّ
رؤيا خابطة في رأسي ... كشعاع هرب من الشمس
وممزقة لستائر روحي كَصراخ المأتمْ
فابيضّت عيناي من الحزنِ ... ولم أكظمْ ..
رؤيا هبطت من تلك البقعةِ
حيث أناخ الأحباب ركابَا ... ليواري الأحباب الأحبابا
حيث العقر .. وحيث العطشُ ... وحيث الموت تخطَّفَ أشبالاً ... وشبابا
أفّ للناصر لو صار قليلاً ... والعزّ إذا ولّى ... والدهر إذا بات خليلاً
يا دهر أفّ لك من خليلِ .. كم لك بالإشراق والأصيلِ
من صاحب أو طالب قتيلِ .. والدهر لا يقنع بالبديلِ
وحيث الفارس في الخيمةِ .. يستذكر أبياتاً ويعالج سيفاً
ويقلّب صفحات الماضي .. ويناجي للموت القادم طيفاً
ويغالب عطشاً في صدر ... تتفجّر منه ينابيع الأبديهْ
بالقرب من النهر الحافِل ... بالحيّات المسمومةِ ..
وخنازير الوالي .. وكلاب البرّيهْ
أفّ للسلطان .. إذا قام يهرّج في ذاكرة البشريهْ ..
أفّ للراعي .. لو قام يجرجر شعباً في الأسواقِ .. كما الأغنام
ويلجم ألسنة الصدقِ .. ويقطعها .. ويحزّ الأعناق على الظنّةِ .. والتهمة
ويطبق قانون الهمجيّهْ .. ويسوق النسوة للسبيِ .. ويرهب أطفالاً
ويحارب شيخاً وصبيّ .. ويؤلّف شعراً ..
ويجاهر بعداء نبيّ
أفّ للشعر إذا قام يجاهرُ ... بعداء نبيّ ..
فلتُكتَبْ بطلا يا ابنَ الطلقاءِ ... لتُصبحْ ملكاً ..
فلقد تُوّجتَ أخيراً ... وقتلت حسيناً
وغنمت البرنسَ .. والدرع البتراءَ .. ونعلاً ..
وسلبت رقيةَ قرطا ذهبيّ ... وذبحت حسيناً
وقطعت الأصبع من أجل الخاتمِ ... وكأنّك لصّ صربيّ ..
ونزعتَ الأثواب عن النسوةِ ... وكسوتَ قبائلنا شرفاً عربيّ ..
فلتلبسْ هندٌ في حفرتها .. حلل الأيتام الأسرى .. ولتتجمَّلْ يا ابنَ سليمِ الكلبيّ