لِعينيكَ كلُّ النوافذِ مشرعةً،
أنتَ وحدَكَ تعرفُ عشبَ الطريقِ،
وتعرفُ سرَّ المسافَهْ
وأنت اغترفتَ من النهرِ كلَّ الحكايا
وغادَرتَهُ ورؤاهُ خرافَهْ
وقلتَ: المرايا صحارى من الوهمِ،
فانتحرتْ في يديهِ المرايا
وقلتَ: الشواطىءُ مجنونةُ الصخرِ،
والموجُ أُرجوحةٌ من سراب،
وأنشودةُ النخلِ مرثيةٌ،
والعصافيرُ منحوتةٌ من رمادْ
وقلتَ: الفراتُ المكفَّنُ يصلبُهُ ظمئي،
والنجومُ ثقوبٌ معبّأةٌ بالحدادْ
* * *
حنانيكَ.. ما عادَ للطينِ معنىً،
ولا البحرُ أزرقْ
لأنَّكَ غيّرتَ أشياءَها،
وتَمَرَّدتَ في زمن يتمزّقْ
غريبٌ أتفقِدُ أبعادَها الكلماتُ؟،
غريبٌ.. أتصمتُ أنتَ.. وجرحُكَ يشهقْ؟
* * *
لِعينيكَ سافرَ نهرُ الغناءْ
وغادَرتِ الأشرعَهْ
لِعينيكَ مرَّ المساءْ
على كِتَفَيْ زوبعَهْ!



كورس
يَنْحَني الماءُ، تَنْحَني قامةُ الموجِ***خشوعاً.. وتصمتُ الشُّطآنُ
عُمُرُ النهرِ لحظةٌ من عذاب***تنطفي فجأةً، ويخبو الزمانُ
ليظلَّ الحسينُ صمتُ حكاياهُ***مخاضٌ.. وصوتُهُ طوفانُ

Testing
عرض القصيدة