قربتُ ترابَك من عيني فرأيتُ الإصرار ورأيتُ الثوار ورأيت الأقصى بارقٌ حينما تمتد دفاقا كمثل الشهبِ لامع أنت ذو لمس حريري ومرأى ذهبي مغدق جئت من أعماق هاذي الأرض أو من سحب مورق أنت يا ماء إذا ترشح وجه الكوكب في يدي باردُ يا ماء والقلب كمثل اللهب في يدي أترى ألتذ بالعذب وأحلى مشرب في يدي ورضيع في يد السبط ينادي يا أبي فاسقني وأفض قطرة ماء نحو قلب ملهب فاكذبي أنت يا نفس على نفسك يوماً فاكذبي واعلني لست ظمئى بل أنا ريانة كالصيّب واعجبي أيها النفس إذا مت روياً فاعجبي واكتبي إنني العباس لن أحنى لماء عربي سأموت ولكني أحيا=وأخط على أذن الدنيا يا نفس فهوني وأرشّف قلبي بحسين=وأروي روحي بفداء وأبصِّر عيني ثوري .. يا روح دمائي غذّي .. عزمي وإبائي من رجلي ينبوع فرات=وبعيني يمتد الكوثر والحوض يميني اتراني أشكو من ظمأ=ورموشي أنهار كبرى والنبع عيوني عبّوا .. من منبع مائي تغدو .. في مثل إبائي قرب إلى فاهي آيات الفداء=ورشفني بتراتيل الدماء واصنع من السيف هلالاً يترائى=في كفي اليمنى بريقاً في السماء وصيّر الخيل بساطاً فيه أبني=مملكة الجنة في رحب الفضاء واجعل من الحربة محراب الترقي=حتى إذا أسمو فلن أبدو لرائي ياقربة الماء أيا حلقة وصلٍ=بين فيوض القرب أو نار التنائي فلتقربي يا زمزم الإعجاز مني=كي أجمع الضدين في عرس اللقاء إني سأشتق حياة من مماتٍ=وأصنع الخلد على لوح الفناء إني سأشتق من الظلمة نوراً=وأقلب النار إلى ينبوع ماء يخشون من أن أشرب الماء لأروى=يخشون من ماء سيجري في دمائي يخشون من أن يغدو الماء شهيداً=يبعث في الأعماق نبض الشهداء قربتُ ترابَك من عيني فرأيتُ الإصرار ورأيتُ الثوار ورأيت الأقصى حلقي يا رؤى الروح بآفاق سماء واهجدي واعرجي في صلاة الليل ما بين النجوم السهد وارحلي رحلة لله في أسمى وأحلى مشهد وارشفي من قطيرات كما البلور من ماء ندي غردي مثلما جبريل ما بين السما والفرقد رتلي آية السجدة في حضرته ثم اسجدي أبرقي في السماوات لكي تهوي جميعاً في يدي عندها أبدأ العمر فهذا هو يوم المولد في هَدي الأسحار أسافر=وعلى متن براق أمضي للأفق بروحي فأعود بعين ثاقبةٍ=وبأذن تخترق الأخرى ولسان فصيح فاسكب .. في روحي جبريل رتل .. لهداه ترتيل ما أحلى أن يهوي قلبي=لله خَشوعاً في ليل ينبض تسبيحي وأرى الأملاك على رأسي=ترشفني هدياً يا نفسي بهداهم سيحي عبّي .. من فمهم تهليل ذوبي .. في أحكم تنزيل إنا ظلمناكِ أيا نفحة قدسٍ=عمداً قتلنا الروح في الأعماق قتلا فهمنا الأول دنيانا وأضحى=منهج دين الله في الأرواح شكلا ومزق الروح بنا الهم السياسي=صرنا على مسرحه كمثل قتلى نصبح في أجوائه وفيه نمسي=أضحى السياسيون فينا اليوم رسلا مجتمعُ يسبح في بؤرة زيغ=ونحن ما زلنا نرى السياسه أولى ما عاد فقه النص بل فقه السياسة=ومن يؤم الناس للتسييس صلى كان الخميني سياسياً ولكن=يخشع في نبرته قلباً وعقلا فإن غلا صنع السياسيين فينا=فإن صنع المؤمن الصادق أغلى قربتُ ترابَك من عيني فرأيتُ الإصرار ورأيتُ الثوار ورأيت الأقصى قم هنا يا حسين قم لكي تبدأ فينا كربلاء قم هنا خضب الأرض دماء وإباء وفداء هاهنا وعد جبريل وميعاد جميع الأنبياء ثم في هذه الأرض ترى ذروة آفاق السماء سيدي قم من الأمشاج واستلق على نهر الدماء ملهماً عقل أفلاطون إشراقات قرب وفناء مبصراً عين موسى ملكوت الله في أحلى بهاء مسمعاً أذن داود لتسبيحات أطواد وماء قم من أصلب صلب رجال=قم من أطهر طهر نساء من مرَج البحرين مَرمِرْ أرض الطف بدم=كقطيرات الؤلؤ تبدو وتناجيك حسين قم لي .. من عنق الدنيا خذني .. نحوك كي أحيا من جبهتك الحمراء أنا=صنّعت جباهاً لن تهوي يوماً كالبرجين وشددت إلى ضلعك ضلعي=فغدونا مداً دفاقا ما عدنا ضلعين صرنا .. صرحاً ثوريا نبقى .. عزما علوياً برأسك الأحمر لما قطعوه=نحن بعزم هاهنا نرفع رأسا ومن نزيف قلبك الثوري إنّا=ننزف اشلاء وأرواحا ونفسا ونحن منك يا ابا الأحرار صرنا=للحر للمصلح للثوريِّ شمسا منبرنا إعلامنا ظل طهوراً=ما كان يوما ابداً كالغير رجسا وإن ترى إعلامهم ينطق يوماً=فنحن من أنطقه وكان خرسا ما كانت الأيام والأخبار إلا=سيفاً على أعناقتنا الحمر وفأسا قربتُ ترابَك من عيني فرأيتُ الإصرار ورأيتُ الثوار ورأيت الأقصى كربلاء ارسمي اللوحة حمراء بدم مترعة وانقشي بظبا الأشلاء والأشلاء مثل الزوبعة وارسمي وسط اللوحة جسماً نيِّراً ما أروعه بارق مثلما الشمس على الدنيا يجلِّي مطلعه كربلاء وارسمي الهامة كالنجم هنا مرتفعة هاهنا هامة النصر التي ليست لظلم طيعة بالدما خُط اسم السبط في الخلد بكف مبدعة خالدٌ إنه الحي وإن شمرٌ بسيفٍ قطّعه إن جالت خيلك ياطاغي=وظننت بأضلاع حسينٍ أن تكسرَ كسرا والله لقد متَّ وعادت=أضلاع حسين رشاشاَ كي تصنع نصرا أضحت .. روحا ثورية تفني .. للصهيونية سل أماً جاءت في فرحٍ=قلدت الإبن برشاش ٍ هل كانت سحرا ؟! مَن غيرُ حسين رباها ؟=أسوى زينبَ من زيْنَبها ألهمها صبرا ؟؟ قامت .. والروح أبية تمحو .. عار العربية كبر كتكبير حسين يوم عاشر=واشحن من الطف أيا ثائر عزما واضرب برجليك كحزب الله أرضاً=واسحق لصهيونيةٍ تعبث ظلما ثبت على رؤوسهم أقدام حرٍ=و حكّم الأسياف في الأعناق حكما وابعث عليهم حجراً طيراً أبابيل=بها الذي استعدى على المقدس يرمى ومزقن العلم الأزرق حتى=تحول الأزرق فيه الآن وهما صير زوايا نجمة التسديس رمحاً=في صدرهم وصير النجمة لغما وارم على سلامهم طلقة نار=أعدم يداً قد أعدمت أمناً وسلما أعد هنا خيبر يا شبل حماسٍ=فالنصر في سيف علي حين يدمى

Testing
عرض القصيدة