في رُبُوعِ الشَّامِ يَومٌ قَد = فَهْوَ عِيدٌ كانَ مِنْ أَعيادِها
زَها ذاكَ تَقلِيدٌ جَمِيلٌ حافِلٌ = وَكَذا الإسلامُ قَدْ خَلَّدَها
في كِتابِ اللهِ كانَتْ سُوَرٌ = لألأتْ كَالنَّجْمِ فِي عَلْيائِهَا
مَريَمُ العَذراءِ أُمُّ الأطيَبِ = وَ كَذا الزَّهْراءُ مَنْ ذُبْتُ بِها
سُورَةُ الدَّهرِ وَ هذا شاهِدٌ = لِمَن الدُّنيا شدَتْ في مَدْحِها
وَ مِنْ الزَّهراءِ عِطرٌ مُنْتَقَىً = هَزَّ وِجدانِي بِعِشْقٍ صَوتُها
زَينَبٌ في الشَّامِ نَبْعٌ طاهِرٌ = تَفخَرُ الأقلامُ في أَوصافِها
زَينَبٌ آوَتْ بِدِفْءٍ غُربَتِي = وَ بِعَطفٍ أَغْدَقَتْ تَحْنانَها
وَ غدَتْ أُمَّاً وَ ذلك غِبطَتي = فَهْيَ (نِعْمَ الأمُّ) مَن لاذَ بِها
فَأتانِي الرَّدُّ مِنْ أَرْضِ الألَى = وَلَدِيْ أَرْضَعْتُ قَلبَكَ حُبَّها
زَينَبٌ حِصنٌ حَصِينٌ تُرتَجَى = عِشْ قَريرَ العَينِ و اكسَبْ وِدَّها
وَ أَبي نَمَّى بِقَلبِي [هَلْ أَتَى] = ما عَنَاهُ اللهُ فِي آياتِها(1)
فَأنَا مِنْ ذِي وَ ذَا عِشْقِي لَهُمْ = آلُ طه لَهُمُ القَولُ انتَهَى
(*) بالعام التالي في 21/آذار سنة1997 كتبت للأم السيدة التي آوتني وأحسنت وفادتي بمناسبة عيد الأم...
(1) إشارة إلى سورة الدهر: [هل أتَى عَلى الإنسَان حِيْنٌ مِنَ الدَّهْر...] التي نزلت بحق أهل بيت محمد(عليهم الصلاة و السلام) الذين أطعموا على حب الله مسكيناً ويتيماً وأسيراً كلَّ ما كان لديهم من طعام وبقوا ثلاثة أيام صائمين وليس لديهم من فطور يقيم أودهم...
تقول كتب التفسير:
(عن ابن عباس أن الحسن والحسين(ع) مرضا فعادهما رسول الله(ص) في ناس فقالوا يا أبا الحسن لو نذرت على ولديك فنذر علي وفاطمة(ع) وفضة جارية لهما صوم ثلاثٍ إن برئا، فشُفيا وما معهم شيء فاستقرض عليّ من شمعون الخيبري ثلاثة أصوع من شعير فطحنت فاطمة صاعاً واختبزت خمسة أقراص فوضعوها بين أيديهم ليفطروا فوقف عليهم مسكين فآثروه وباتوا ولم يذوقوا إلا الماء وأصبحوا صياماً، فلما أمسوا ووضعوا الطعام وقف عليهم يتيم فآثروه، ثم وقف عليهم في الثالثة أسير ففعلوا مثل ذلك فنزل جبريل(ع) بهذه السورة وقال: خذها يا محمد هنَّاكَ الله في أهل بيتك). (تفسير البيضاوي :ج5 - ص428)
المصدر : موقع شعراء أهل البيت (ع) - www.Shoaraa.com