جَلجلَ الحقُّ فاستهلَّ سرورا = طبَّقَ الكونَ نشْرُه والدهورا يومَ خمٍّ غداةَ نادى المنادي = ورمالُ الصحراءِ كالشمسِ نورا إذ تسامت بأنَّ منها كثيباً = لامسَ الحقَّ فاستحالَ غديرا فاحَ في الأفقِ من شذاهُ عبيرٌ = يغمرُ النفسَ بهجةً وحبورا قد تمادى على النجومِ اختيالاً = فهو أسمى وإنْ تمادى غرورا لا تلُمْهُ فإّنهُ حازَ فخْراً = كانَ للفخر أوّلاً وأَخيرا يومَ قامتْ على رُباهُ المعالي = منبراً يحملُ الرسولَ البشيرا خاطِباً بالأَنامِ أَسمى خِطابٍ = لو أطاعتْ وقلَّدتْهُ الأمورا أيّها الناسُ طالما كنتُ فيكم = صادقَ القولِ لا أخالطُ زورا إنَّ بعدي من غيرِ فصلٍ علياً = شاءَهُ اللهُ أَنْ يكونَ أَميرا هو عِدْلُ الكتابِ مَنْ حادَ عنهُ = سوفَ يُصلى من الجحيمِ سَعيرا يُدرِكُ الحقَّ من تولّى علياً = بعد طه ولم يُجافِ الغديرا لستُ آسى على عُتاةٍ جُفاةٍ = هَجَروا الظِلَّ واستظلّوا الهَجيرا تركتْ خلفَها إماماً تقيّاً = كانَ سيفاً لأمْنِها مَشهورا سَّلُه الله للرسالةِ رَعْياً = ولطه خيرِ الأنامِ نصيرا علَّمَ الشمسَ من وميضِ حُسامٍ = كيف تسمو وتمحقُ الدَّيجورا ليت شعري مَنْ كان فيهمْ سِواهُ = إنْ دَجا الخطبُ للرّسول ظَهيرا؟ مَنْ أَبادَ الأبطالَ في ساحةِ الحر=بِ تدعو خوفَ المنونِ ثَبورا وسقاها من كأسِهِ الخَمْطِ عَضْبٌ = كان حِرزاً من كلِّ خطبٍ مُجيرا أَلِفَتْهُ الهيجاءُ موتاً ذَريعاً = والمعالي قد آلفَتْهُ عَذيرا يا ربيبَ الهيجاءِ بدرٍ وأُحْدٍ = والثمانينَ بعدهنَّ قُصورا إنْ أَلِجْ بحرَكَ الخِضَمَّ بمدحٍ = أو أُساوي باللفظِ معنىً خَطيرا يا شريكَ القرآنِ فيكَ معانٍ = لم تجد في الانام عنك نَظيرا ليس يَقوى على اجتلاها بيانٌ = وإنْ اعتاضَ للمدادِ البحورا إنَّما أنتَ آيةٌ قد تجلَّتْ = لا تَزيدُ الآياتِ إلا ظُهورا خَصَّكَ الله بالوَلايةِ فَرْضاً = كان قَدْراً على الورى مَقدورا فارتضتكَ الأطهارُ نهجاً مبيناً = واتَّقتكَ الأرجاسُ حَتْفاً مُبيرا ولقد صِرتَ للهداةِ بَشيراً = مثلما كنتَ للطغاةِ نَذيرا واجتباكَ المختارُ نفساً وماذا = إنْ جَفا نهجَكَ المضلُّ غرورا لكَ في الدينِ رِفعَةٌ لا تُضاهى = زانتِ المجدَ فاستطالَ فَخورا ورثَ المجدُ من عُلاكَ شموخاً = ولقد كانَ بالفَخارِ جَديرا يا أبا النيّْراتِ في كلِّ أفقٍ = كُنْ لعيني في ظُلمةٍ القبرِ نورا لستُ أخشى من منكرٍ ونكيرٍ = واغترابٍ إذا سكنتُ القبورا إنَّ عندي مَحْضَ الولاءِ شفيعٌ = كيف أخشى من الذنوبِ بحورا؟

Testing
عرض القصيدة