أشرقت شمسُ الهدى في كربلاء =ثمّ غابت خلفَ بحرٍ من دماء بعث الله النبيَّ المصطفى =رحمةً للناسِ طُرّاً وكفى دينُهُ الحقُّ به الشركُ اختفى =ينقذُ العالمَ من ذلِّ الشقاء كان قبلَ المصطفى الناسُ شِتات =لم يذوقوا أيَّ طعمٍ للحياة الردى والخوفُ من كلِّ الجهات =محدقاً يحدو به ركبُ الفناء وإذا بالناس صارت أمةً =تنشدُ الخيرَ وترجو رحمةً تنشر العدلَ فصارتْ نعمةً =لجميع الخلقِ في دَفْعِ البلاء قد هداها الله للنهجِ القويم =فسرت هَدْيَ الصراطِ المستقيم وغدت ترفلُ في عزِّ النعيم =في ظلالِ الأمنِ في عيشٍ رُخاء ورأت من رحمةِ الهادي البشير =ما يُشيعُ اليسرَ في الدهرِ العسير فلقد كان لها الغوثَ المُجير =إن دجا الخطبُ وإن حُمَّ البلاء فأتوا يجزونهُ عن فعلِهِ =كاعترافٍ بخفايا فضلِهِ فلقد أوصاهُمُ في أهلِهِ =آيةُ القربى أشارت للجزاء أمةٌ أغرى بها شيطانُها =فغدا قائدَها أضغانُها قد تمادى مفزعاً طغيانُها =أمّروا فيهم سليلَ الطلقاء فجزوا أحمدَ خيرَ المرسلين =بجزاءٍ ترجمَ الحقدَ الدّفين قتلوا في كربلا منه البنين =وسبوا منه الذراري والنساء رفعوا رأسَ ابنهِ فوق القنا =ليت شعري المصطفى ماذا جنى؟ إنه قد كان كفراً معلَنا =يومَ غالوا آلَ طه الأصفياء صَّلت السُّمْرُ عليهم والضبى =فدعتهم للمنايا مأربا إنَّ رزءاً حلَّ في أهلِ العَبا =بكت الأرضُ عليه والسّماء

Testing
عرض القصيدة