وطني :: البحر المثنّى ::
محمد النايم
كَـــم فـــؤادٍ شــاعِـرٍ قَـبْـلـي
تَـغَـنّـى بِـخَـفـايـا قِــطْـعَـةِ الــبَـحْـرِ
الـمُـثَـنّى
وَلَــكَـمْ مِـــنْ مُـعْـجَـبٍ خَـــرَّ
ذُهُــولاً فـــي هَــواهـا وَمِــنَ الإعْـجـابِ
جَـنّـا
وَمَـضى فـي الـنّاسِ يَـسْتَرْسِلُ
شِعْراً وثَــنــايــاهُ بِـــهـــا تَــقْــطُــرُ
فَـــنّــا
وانْـتَـشَى فــي عـالَـمِ الـحَـرْفِ
بَـيـاناً كُــلَّــمــا أَدْرَكَ تَــصْــويـبَـةَ
مَــعْــنـى
وبـلـيـغاً صـــارَ مِــنْ صَـيْـدِ
الـمَـعاني وفـصـيحاً صــار يـبـني الـبَـيْتَ
مَـبْنى
وَمِـــنَ الـحُـسْـنِ بِــهـا طـــارَدَ
فـيـها كُــــلَّ خَــــلابٍ ولــلـوَصْـفِ
تَــعَـنّـى
فـلَـهـا فَــضْـلٌ عَــلـى كُـــلِّ
قـريـحـا تِ بَـنـيـهـا سَــنَــداً دامَــــتْ
وَعَــوْنـا
بــــل هــــي الـمَـنْـبَعُ لــلـدَّمِ
فــلـولا هــــي مــادَمّـي بِـشِـرْيـاني
تَـسَـنّـى
حَـجْـمُها نُـقْـطَةُ حِـبْـرٍ تِـلْـكَ فـي
خـا رِطَــــــةٍ لَــكِــنَّـهـا تُــنْــظَـرُ
كَـــوْنــا
بُــقْـعَـةٌ كُــــلُّ الَّـــذي فـيـهـا
أَمـــانٌ مـابِـهـا مِـــنْ خَــطَـرٍ .. تَـنْـبَـعُ
أَمْــنـا
إنَّ أَرْضــي تَـحْضِنُ اثْـنيْناً مِـنَ
الـخَيْ رِ الـمُسَمّى "بَـحْرُ" فـي لَـفْظٍ
بِمَعْنى
ولــهـا سِــحْـرٌ يُــغَـذي جَــهْـرَةً
عَــيْ نــيْـكَ يــامَـنْ زُرْتَـنـا تَـهْـتِفُ
"جِـئْـنا"
كُــــنْ إذا جــئــتَ لِـبَـحْـرَيـنا
قــريـراً طـــأ بــأمْـنٍ بِـهِـمـا .. كُــنْ
مُـطْـمئِنّا
قَـــدَمــاً ضَــعْــهـا بِــبَــحْـرٍ
وبِــبَـحْـرٍ آخَـــرٍ ضَـــعْ قَـدمـاً أُخْــرى ..
تَـدَنّـى
لاتَـخَـفْ رجــلاكَ لَــنْ تَـنْـفَذَ فـي
مـا ءٍ .. سـتـطفو ثِــقْ وإن عـادلْـتَ
طَـنّا
لَن تجد في المشْرِقِ الأقْصى كأرْضي لا ولاالــغَــرْبِ ولــــو أَيْـــن
اتَّـجَـهْـنا
إنَّــهـا "الـبَـحْـرَيْن" غَـشّـاهـا
دُعـائِـي رَبِّ فـاحْـفَـظْـها لَــنـا بَــحْـراً
مُـثَـنّـى
مـالِـهـذي الـقِـطْـعَةِ الـيَـوْمَ
تَـشَـظَّتْ بَـعْـدَما كـانَـتْ تُـبَـاري الــدَّوْحَ
حُـسْنا
بُـقْـعَـةٌ حَــتّـى اتِّــجـاهُ الــرِّيـحِ
فـيـها حَـــــزَّ تــيـاراتِـه يُــسْــرى
ويُــمْـنـى
أَويُــرْضـي اللهَ هـــذا وهـــوَ قَــدْ
وَحَّ دَنـــا خَـلْـقـاً فَـلِـمْ نَـحْـنُ افْـتَـرَقْنا
؟!
وَحَّـدَ الـنّاسَ ونَـلْقى الـنّاسَ فـي
حَـرْ بٍ ..تَـــرى "إِنَّــكُـمُ" تَـبْـغَـضُ
"إنّــا"
ونــرى إنْ حَـدَّثـوا .. الـبِدْءَ
ب"نَـحْنُ" وب"أَنْـــتُــمْ" مــارأَيْــنـا أو
سَـمِـعْـنـا
أَمَــلِـي فـــي بَــلَـدِ الأفْـــراحِ
وَلّـــى وأرى الـفَـرْحانَ أرخَـى الـرّأسَ
حُـزْنا
عُـــدِمَ الإيــثـارُ فـيـنا .. فَـمَـتى
الـيـو مُ الـــذي فــيـهِ الأَنـانِـيّاتِ تَـفْـنى
؟!
وَمَــتـى أَرْمُــقُ أَرْضَ الـيُـمْنِ
عــادَتْ قِــطْـعَـةً بــارَكَـهـا الــرَّحْـمـنُ
يُـمـنـا
قِــطْـعَـةً يَــبْـقـى سَـــلامُ اللهِ
فـيـهـا مـاشـدى الـطَّـيْرُ ومــا الـبُـلْبُلُ
غَـنّـى
قِـطْـعَـةً تَـغْـمُرُ وَجْــهَ الـكَـوْنِ
أُنْـسـاً حَـيَـوِيّـاً بَـــلْ تَــكـونُ الأُنـــسَ
عَـيْـنـا
قِــطْـعَـةً كــــالأَبِ مَـعْـطـاءاً
وكـــالأُ مِّ بِــحِــنِّــيَـتِـهـا تَـــلْـــثِـــمُ
إبْــــنــــا
قِـطْـعَةً تُـشْـبِهُ فــي الـعُـنوانِ
شِـعْراً قُـلْتُهُ فـي وَطَـني "الـبَحْرُ المُثَنّى"
!!
مـــحـــمـــد جـــعـــفــر الـــنـــايــم