وكنتَ تعلمُ إنْ بارَوا أبا حسنٍ=فليس يشفعُ ماضيها وماضيها وعند ذاك ينالُ الحكمَ حيدرةٌ=وتغدو هاشمُ والدنيا بأيديها وأنت حيٌّ وتأبى أنْ تؤمِّرَه=هلا يروقُكَ مَيْتاً أنْ تولّيها؟ وشرطُها سنّةُ الشيخينِ يدفَعُهُ=عنها فذاكَ مَعاذَ الله يُمضيها أ مثلُهُ وزمامُ الدينِ في يدِهِ=خلافة الحقِّ بالبُطلان يَشْريها؟ ولم تكن شِرْعَةُ الرّحمن ناقصةً=وذلك الشرطُ إتماماً يوفّيها ولم يكن طالباً ملكاً يتيهُ بهِ=على الرّعيةِ والاموالَ يَجبيها ولم يكن همُّهُ عرشاً تزلزلُهُ=دَهْمُ الخطوبِ إذا جارت عواديها لو كان ذاك فإنَّ الملكَ يضمنُهُ=قولٌ: قبلتُ، متى ما شاءَ يحكيها وذاك عثمانُ ذوالنّورينِ ينطقُه=بلا حَريجَةِ من دينٍ تُماريها فسار في سنّةِ الشيخينِ يرفِدُه=بسنّةٍ ثلَّثتْ ثاني أثافيها وكان بالدين في عهدَيْهِما رَمَقٌ=من الحياةِ وبالأحكامِ يُجريها فأصبح الدينُ والأحكامُ تندِبُهُ=بذائبِ القلبِ لمّا غاضَ جاريها وأُطفئتْ طالعاتُ الذّكرِ وانكسفت=شمسُ الرّسالةِ فاظلمَّتْ نواحيها وأقفرتْ أربُعٌ أقوَتْ منازلُه=من كلِّ نيِّرَةٍ بالأُنْسِ تَقريها ونُكِّسَتْ رايةُ التوحيدِ وارتفعتْ=راياتُ هندٍ شموخاً في روابيها أمست أميّةُ بالإسلامِ حاكمةً=والجاهليةُ قد عادت مآسيها وصارعثمانُ يُعطي فوق مُنْيَتِه=فطالما الدينُ قد أودى أمانيها وبات يقطعُ أرضَ الشامِ طاغيةً=وأرض مِصْرَ الى ثانٍ سيُهديها وأصبح المالُ فيما بينهم دُوَل=أما البقاعُ فقد أمست مَغانيها والمسلمون غدوا في ظلّهِ خَوَل=إنْ شاء يُسعدها أو شاء يُشقيها تقتاتُ جوعاً وتُسقى كأْسَ ذِلَّتِه=وجمرةُ الجوعِ والإذلالِ تكويها وللعُتاةِ كمروانٍ يقرّبهم=منهُ وخيرُ بُناةٍ الدينِ ينفيها وللتُّقاةِ ثيابَ الذلِّ يُلبسُه=والفاسقينَ بإجلالٍ يردّيها وللضلوعِ من الأصحابِ يخضِدُه=لو أنّها تُفتدى بالروحِ أَفديها ومثلُ عمّارِ بين الناسِ يُقْذِعُهُ=وأمّهُ بعظيمِ الحَوْبِ يرميها وإنْ شكت في بلاد الله شاكيةٌ=فإن مَنْ تشتكي منهُ سَيَجزيها صلّى الوليدُ صلاةَ الصبحِ باطلة=بالنّاسِ فانذهلت من فعل واليها واستبدل الحمدَ بالتشبيبِ مُدَّكِر=من الجواري رباباً إذ يغنّيها وقد تقيّأ في المحراب من سَكَرٍ=إنّ الليالي بشُرْبِ الخمر يطويها وغيرهُ من ولاةِ الجورِ ما صنعتْ=من الشنائِعِ ما يُعيي تقصّيها عاثوا ذئاباً بأرضِ الله واتّخذو=خليفةَ الله رِدءاً من أعاديها لقد طغا الجور حتى قام ثائرُهُمْ=بثورةٍ عدلُها للأرض يُحييها توحّدتْ ضدَّ عثمانٍ لتخلعَهُ=وعائشٌ لسيوفِ القومِ تَنضيها هذي ثيابُ رسولِ الله ما بُليَتْ=ونعثلٌ سنّةَ المختارِ يُبْليها إلا اقتلوا نعثلاً وافنوا ضلالتَهُ=فإنه كافرٌ في شرعِ باريها وطلحةٌ وزبيرٌ دون أمّهِم=يدعون والناس للدعوى تُلبّيها فصار نعثلُ بين القوم مُنخذِل=يرجو أميّةَ لكن خاب راجيها وكاتب الشامَ علَّ الشامَ تُسعِفُهُ=فما استجابَتْ ولم ينفعْهُ طاغيها ورُغْمَ ما ذاق منه الطهرُ حيدرةٌ=من المصائبِ ما تُصمي دواهيها قد كان يوسعُهُ بذلاً نصيحتَهُ=وقبلَهُ كان للشيخين يُسديها لكنّ عثمانَ يُدمي قلبَ ناصِحِهِ=وغلظةٌ عند مروانٍ يُداريها والأمرُ والنهيُ من مروانَ أمرُهُم=فابك الرعيّةَ أنْ مروانُ راعيها لابن الطّريدِ غدا عثمانُ منصرف=سَلْسَ القِيادِ كما يهوى مُداجيها حتى أتتهُ من الجبّارِ قاصمةٌ=من الطغاةِ قريباتٌ مَراميها والمسلمون رأوا في حيدرٍ عَلَم=الى الشريعة كالمختار يَهديها هيهاتَ والله لا تُرضيهِ بيعتُهُمْ=حتى يقرّ من الأمواجِ عاتيها وتسكنُ الأنفسُ الغضبى لتعقدَه=لمن تراهُ من الجُلّى يُوقّيها وأيقن الناسُ أنْ لا نهجَ يحملهُمْ=على الطريقةِ إلا حكم حاميها ذاك الذي عرفتهُ الناسُ أوسعَه=علماً وأوَّلها لله تأليها فعنده علمُ طه فهو وارثُهُ=وليس شيطانُها عنه سيُلهيها مدّوا الأكفَّ الى كفٍّ تُعيد لهم=ذكرى الغديرِ وما تحوي معانيها وكيف خانوا عهودَ الله وانقلبو=بعد الرسولِ وأَمْوا الغيَّ والتيها ونفسُ حيدرَ تجلو عنهم كُرَب=كما جَلَتْ في قديمِ الدّهر داجيها رأى الجراحَ بجسمِ الدينِ بالغةً=وأَعيُنَ الحقِّ في نزفٍ تواسيها وليس إلاهُ من طَبٍّ وما هلكت=نفسٌ وصيُّ رسولِ الله آسيها فراحَ يشملُها برّاً ويوسعُه=لطفاً فيُنعمها عيناً ويُشفيها وللرسالةِ إذ جفّت أراكتُه=بالمُغدِقاتِ من الأنواءِ يسقيها زان الخلافةَ إذ جاءته طائعَةً=فانصاعَ يرفِدُها فخراً ويُعليها وأوقد العدلَ مشكاةً فلا طمعٌ=ولا دهاءٌ ولا غِشٌّ يُغشّيها ولن يقيمَ هدى القرآن ذو طمعٍ=ومن يصانعُ أو يخشى مُداجيها لذاك ثار كما ثارَ النبيُّ على=دعائِمِ الجَوْرِ فانهدَّت أواخيها إلا دعامةُ شركٍ لا يزلزلُه=إلا القضاءُ وها قد شاء يُبقيها قامت على حكمةِ الشيخين مذ خشي=مكائداً من أبي سفيانَ تأتيها وقولةٌ منه للفاروقِ حيدرةٍ=لو شئتَ أملؤُها خيلاً بَواديها كفيلةٌ بالذي يطويهِ من إِحَنٍ=ظنّاً بحيدرَ أن يُبدي تناسيها فيستجيبَ لعاتٍ لم يَدَعْ فِتَن=إلا وسار لها وَخْداً ليوريها فأشغلوهُ بملكِ الشامِ وارتحلو=وخلّفوا بعدهم عثمانَ يُرسيها دعامةً زعزعت عرشَ الهدى ورَمَتْ=بسهمِها فعلا في الأرضِ عاتيها ما أخطر الجهلَ والطغيانَ لو جمع=في أمةٍ أنكرت أسمى مَباديها ولم تزل أرسُمٌ للزيغِ شاخصةً=وليس ثمَّةَ إيمانٌ يُعَفّيها قالوا له: لو تُخلّي عن معاويةٍ=وملكِهِ الشامَ لا تعجلْ بطاغيها فقال: إنْ تضمنوا عيشي. وهل ضمنو=أنْ لا يقيم على غدرٍ معاويها؟ قالوا: الدّهاءُ فقال: الشرعُ يمقته=قالوا: السياسةُ قال: الحقُّ يغنيها والله يشهد أنّي لم أخُنْ أحد=منكمْ وما كنت للسلطان أبغيها قالوا: فلن تستطيعَ الحكمَ في بشرٍ=شتّى مشاربُها حتى تُصافيها فقال: حسبيَ حكمُ الحقِّ ما بقيت=بقيّةُ اللهِ أو موتٌ يوافيها فسار يصدعُ بالآياتٍ مُحكمةً=كما النبيّ على الأسماعِ يُلقيها مجدداً من معاني الذكر ما درست=وما توارى عن الألبابِ باديها وعاش في الناسِ أتقاها وأزهدَه=وبالسويّةِ مالَ الله يُعطيها والناسُ في حكمهِ باتوا سواسيةً=وليس يجحفُ حقّاً في مَواليها وأكرمُ الناس أدناها لخالقِه=بذاك جاء الهدى من عند باريها وأنّهم إخوة ٌفي الله ما سلمت=صِدْقُ النوايا وذا القرآن يَحكيها وليس في نهجهِ ما قاله عُمَرٌ=(والروحُ قد بلغت منها تَراقيها) (لا تُكثروا من مَواليكم فإنّ لهم=مطامِعاً بَسَماتُ الضّعفِ تُخفيها) ولست أعلم ما يعني به عمرٌ؟=إذ كان أحمدُ في حقٍّ يُساويها هل نستحلّ دماءً أم نشرّدهم=بعد الشهادةِ أم ماذا يرى فيها؟ وهل سيذعن إن شاء الإلهُ فتىً=من الأعاجمِ تعييناً يوليها؟ هذا عليٌّ وحكمُ الله في يدِهِ=بسنّةِ العدلِ والإحسانِ يقضيها (فما القويُّ قويّاً رغم عزته=عند الخصومةِ والفاروقُ قاضيها) (وما الضعيفُ ضعيفاً بعد حجّتِهِ=وإن تخاصمَ واليها وراعيها) وليس تأخذهُ في الله لائمةٌ=ولم يكن واهِناً يخشى تصدّيها فمن كعدلِ عليٍّ أو يوازنُهُ=علماً ويشبهُهُ سَمْتاً بهاديها؟ لا عدل من غير (علمٍ يستعينُ بهِ=على قضاءِ حقوقٍ) ضيمَ راجيها علمُ الكتابِ لديهِ حاضرٌ فإذ=أفتى فإنّ كتابَ الله يُفتيها وقولةٌ قالها كالذّكرِ معجزةً=يعنو لها الدهرُ تعظيماً لملقيها نادى سلوني أريكم كلَّ خافيةٍ=من الأمور وأَهديكم لنائيها إنّ السماءَ وما تحويه من طُرُقٍ=أضعافُ أضعافُ ما تحوي أراضيها وإنني لعلى علمٍ بأجمعِه=وما سوايَ عليمٌ بالذي فيها سلوا عن الذكر ما من آيةٍ نزلت=إلا وأنبأْتُكم أَسرارَ خافيها

Testing
عرض القصيدة