لرايتي في غدٍ ليثٌ إذا خمدت=نارُ الهياج فمنهُ العزمُ يوريها كلٌّ تمنّى ولكنْ لا سبيلَ الى=نيلِ الأماني إذا ما الوهمُ يُنشيها ولم يكن كفؤها الا أبو حسنٍ=لكنَّ في العينِ أدواءً يُعانيها فمدَّ طه بكفيّهِ لهُ فَيَدٌ=فيها دواءٌ لعينِ الدين يشفيها وفي يدٍ رايةٌ للفتحِ أودعه=عند الضَّنينِ بها بالنفس يُفديها في وقعةٍ كان لولا حيدرٌ رجحتْ=كفُّ اليهودِ على كفٍّ تُقاويها أبادَها حيث لا حصنٌ بمنجدِهِم=ولا الدروعُ من الآجالِ تُنجيها ولو تدرَّعَتِ الأجبالَ زلزله=بأسٌ من الله لا يُبقي بَواقيها بأسٌ كأنَّ المنايا وهي مُجدبةٌ=بالسائلاتِ من الأرواحِ يَسقيها تعاهدا هو والصمصام أنْ يهب=عزَّ الحياةِ لمن بالرشدِ يُحييها في كفِّ أروعَ لا تنبو ضريبتُهُ=عند النِّزالِ ولا تعدو مَراميها سلوا هوازنَ إذ سارت كتائبُه=تبغي حُنيناً عسى تلقى أمانيها من ساقَ جَروَلَها للموتِ؟ غيرُ فتىً=لو ناجزَ العُرْبَ حين البأسِ يُفنيها من جدَّل العاصَ في الهيجا وحنضلةً=نجلَ الطليقِ غداةَ الغيّ يغريها من رام خالَ أبي حفصٍ فخلَّفهُ ال=موتُ الوَحيُّ ضغوناً خامَ داجيها حتى أبو حفصَ لم تسلمْ طويّتُهُ=وجمرةُ الثأرِ لا تخبو فتُذكيها وآمن الناسُ والمختارُ يُخبرُهُ=وحيُ السماءِ بما تُخفي ليُنبيها ولم يدعْ موقفاً الا وذكَّرهم=بفضلِ من كان مشكاةً لساريها وفي تبوكٍ غداةَ الرومُ جحفلُه=بحرٌ تلهَّبُ من بأسِ عواليها تريد إطفاءَ نورِ الله فانكشفت=بذلك النورِ أسرارٌ لواعيها إذ خلَّفَ المصطفى من أهلهِ بطل=على المدينةِ يرعاها ويحميها فتىً كهارونَ من موسى وعُدَّتُهٌ=إلا النبوّة ما يُزهي ترجّيها والمرجفونَ أرادوا طمسَ منقبةٍ=قد شاء ربّ السما كالشمس يُبديها بيضاءَ يفزع منها الليلُ منهزم=بلا قتالٍ ولكنْ من تساميها أولاهُ أحمدُ ما لو أنَّ مكرُمَةً=أومتْ إلى الأرض لاخضرّتْ مَواميها أفضى إليه بأسرارٍ تنوءُ به=شمُّ الرِّعانِ كطيِّ الطرسِ يطويها وسدَّ في المسجدِ الأبوابَ أجمعَه=وبابُ حيدرَ حدَّ الفخرِ يُبقيها يوحي إليهم بأنَّ البيتَ مسجدُهُ=وأنهُ من فِئامِ الناسِ زاكيها وأنّه مسجدٌ حيٌّ تضيق به=دنيا الوجودِ فقد وافى ينقّيها رمزُ السماءِ محالٌ أن يدنّسَهُ=ما يعتري الناسَ تطهيراً وتنزيها ما كان ذلك من وحي الهوى مقةً=وإنما حكمةَ للهِ يُمضيها آلتْ عليه بأنْ يُدني أبا حسنٍ=حتى يُميِّزَ قاليها وغاليها عن عصبةٍ آمنت باللهِ واتَّبعت=هذا الوصيَّ فضجَّتْ من مآسيها وأعظمُ الخطبِ عندي أنَّ كافرةً=بأنعُمِ اللهِ شمسَ اللطفِ تَنفيها عن منزلٍ هي لولاهُ لما وردت=صَفْوَ الحياةِ وقد راقت لساقيها وفاتها من رجوعِ الشمس منقبةٌ=في كلِّ يومٍ لها أفقٌ يُبيّيها رُدَّتْ إليه وما رُدَّتْ إلى أحدٍ=إلا ليوشعَ إجلالاً لداعيها وتلكمُ آيةٌ للحقِّ محكمةٌ=جليّةٌ والخصومُ اللدُّ ترويها كآيةِ الطائرِ المشويِّ بالغةً=تُغني وإنْ سَمَدت عنها أعاديها موتوا بغيضٍ وإلا فاهلكوا حسد=إذ ليس يكسفُ وجهَ الشمس هاجيها هذي أميةُ هل نالت منابرُه=بالنَّيْلِ من حيدرٍ إحدى أمانيها؟ أم انها غودرت أدراجَ سافيةٍ=بسُبَّةٍ لم تزل فيكم مخازيها ماذا نقِمتم؟ سوى ثأرٍ يصيح بكم=من آل مروانَ لا عادت لياليها ذرهمْ يقولوا كما يحلو لهم سَفَه=ليس المقالُ عن الأفعال يغنيها لو كان يغني لأغنت كلَّ سامعةٍ=(ذاتُ السلاسلِ) في ذكرى مغازيها يوماً أبو بكر للراياتِ يقدمه=ولم يكن للوغى عهداً بمعطيها يطوي الفِجاجَ إلى حربٍ وشاغلُهُ=كيف النجاةُ إذا دارت دواهيها؟ فعاد والخُسْرُ يحدوهُ وسائقُهُ=حبُّ السلامةِ تُغريه ويُغريها فأرسل المصطفى من بعده عمر=لعلَّ بالنصرِ بعد الخُسْرِ يأتيها وكان يعلم ما يأتي به عمرٌ=لكنَّ لله أحكاماً سيُجريها ولا يُلامُ أخو تَيْمٍ وصاحبُهُ=على الفرار فحملُ السيف يُعييها إنَّ السيوفَ مصوناتٌ بكفِّهِم=عن التبرُّجِ إنّ الحربَ تؤذيها وفي التبرّجِ آياتٌ منزَّلَةٌ=حاشا لأمثالها الشيطانُ يُنسيها لذاك عاد أبو حفصٍ بجحفلِهِ=إلى الرسول بأهوالٍ يُقاسيها فأرتقَ الفَتْقَ أن نادى بحيدرةٍ=وهو المغيثُ إذا نادى مناديها أنْ يا عليُّ أعِدْ للدينِ هيبتَهُ=فمن سِواك لها إنْ غُمَّ زاهيها؟ فقام حيدرُ وهو الليثُ منتفض=بهمّةٍ تُفزعُ الدنيا ومن فيها وعاد بالنصرِ جَذلاناً وقد نزلت=(والعادياتُ) فيا بشرى لتاليها وبشَّرتْ أحمداً بالفتحِ مُدركةً=به الرسالةُ آمالاً ترجّيها وأيقن الشركُ أنْ لا عيشَ في دعةٍ=ما دام سيفُ الهدى بالشّهبِ يرميها وفي براءةِ إيذانٌ بمهلكِهِ=وظُنَّ أنَّ أبا بكرٍ سيُمضيها فسار بالناسِ علَّ الحظَّ يُسعفُهُ=وبالبراءةِ للطّاغينَ يُخزيها لكنَّما الوحيُ قد وافى بناسخةٍ=من الإلهِ لهذا قال هاديها أنْ لا يبلّغها إلا أنا وفتىً=منّي فحيدرةٌ عنّي يؤدّيها كان النبيُّ على علمٍ فغايتُهُ=للمسلمينَ طريقَ الحقِّ يهديها بأنَّ من بعدهِ لا كفءَ يخلفهُ=إلا عليٌّ وفي خمٍّ سيُنبيها يومَ الغديرِ وحسبي فيه منقبةً=شابَ الزمانُ وما شابت نَواصيها لمْ ينجبِ الدّهرُ صِنواً في شمائِلِهِ=يُحيي النفوسَ وكأسَ الحقِّ يَسقيها يستلُّهُ الحقُّ سيفاً دون وطأتِهِ=محقُ الضلالةِ إنْ هبَّتْ سَوافيها يوماً دعا فيه طاها الناسَ قاطبةً=وماجتْ الأرضُ من أمرٍ يوافيها أمرٌ من الله قرآناً تنزَّلَهُ=والوحيُ مستبشرٌ للآي تاليها يا أيّها المصطفى بلِّغْ بمُحْكَمةٍ=وإنْ أبَيْتَ فما صدّقتَ موحيها بَلِّغْ كفاكَ إلهُ العرشِ شِرْذِمَةً=عَوْدُ الجهالةِ من أغلى أمانيها واللهُ يعصِمُ من قومٍ رَضَوا بَدَل=عن الكتابِ بِغَيٍّ لا يُجافيها فقامَ أحمدُ يتلو قولَ بارئِهِ=لو كان ينفعُها ما قال باريها يعلو على منبرٍ يرقاهُ حيدرةٌ=والبيدُ بالنّاسِ قد غُصَّتْ فيافيها يا أيّها الناسُ إنّي قد دُعيتُ إلى=ضيافةِ الله من ذا لا يُلبّيها؟ ألستُ أولى بكمْ منكمْ بانفسكم؟=قالوا: بلى والذي أصفاك نفديها وقال ما قال من وعظٍ ومن عِبَر=في خطبةٍ يأخذُ الأسماعَ ما فيها وردَّدَ القولَ في أمرٍ به افتُتِنَتْ=مرضى النفوسِ فخابتْ في مساعيها واستبشرتْ أنفسٌ بالله مؤمنةٌ=وحصحصَ الحقُّ لما قال هاديها من كنتُ مولاهُ فالمولى أبو حسنٍ=بعدي عليكم بلا فصلٍ أُوليها خلافةُ اللهِ عهدٌ لا يجوزُ على=من كان ظالمَ أنْ يرقى مَراقيها عهدٌ من الله لا نفسي تُراودني=ولا اتّباعُ الهوى يوماً بمغريها فبايعَ النّاسُ آلافاً مؤلّفَةً=تزفُّ للمرتضى أسمى تهانيها فمدَّ للعهدِ كفّاً طالما زَهقتْ=بها نفوسٌ إلى قومٍ ليُحييها كفٌّ سوى الجودِ والصمصامِ ما عرِفَتْ=حياطةُ الدّينِ من إحدى أياديها وأكملَ اللهُ في ذا اليومِ شِرْعَتَهُ=وأتممَ النّعمةَ الكبرى بمَهديها و(اليومَ أكملتُ...) لمّا بايعوا دحضت=دعوى المُريبِ إذا ما الزيغُ يوحيها وإنَّ من بعدها حقَّ العذابُ على=من سوَّلتْ نفسُهُ بالإفْكِ يرميها إن كان جهراً وإن سراً سواسيةٌ=إنَّ العذابَ عذابَ الله آتيها جاء ابن نَضْرٍ الى المختار يسألُهُ=إن كان من ربّهِ أم كان تمويها نصُّ الخلافةِ والهادي يؤكّدهُ=وأنها عن لسان الوحي يُمليها فقال: إنّك قلتَ الصومُ مفترَضٌ=ثم الصلاةُ وها طوعاً نصلّيها ثم الزكاةُ وحجُّ البيتِ واجبةٌ=ثم الجهاد فروضاً لستُ ناسيها إن كان من عندك اللهمّ قد نزلت=فامطرْ علينا فإني اليومَ آبيها فعجَّلً اللهُ بالقومِ الألى نكرو=وفي السعيرِ غداً في الحشر يصليها (وقولةٌ لعليٍّ قالها عمرٌ)=تُغني البلاغةَ ما تحوي معانيها بَخٍ بَخٍ صرتَ مولانا وقائدن=وعلةٌ في الحشى ما كان يُبديها تُرى لهاشمَ دون الخلقِ بارئُه=بعد النبوّةِ عزَّ المُلْكِ يؤتيها؟

Testing
عرض القصيدة