الى كم مصابيح الدجى ليس تطلع=وحتّام غيمُ الجو لا يتقشع لقد طبّق الآفاق شرقاً ومغرب=فلا ينجلي آناً ولا يتقطع وأمطر في كل البلاد صواعق=وهبت له ريح من الشر زعزع منازل أهل الجور في كل بلدة=عمار وأهل العدل في تلك بلقع يقولون في أرض العراق مشعشع=وهل بقعة إلا وفيها مشعشع وأعظم من كل الرزايا رزية=مصارع يوم الطف أدهى وأشنع فما انس لا أنس الحسين ورهطه=وعترته بالطف ظلماً تصرع ولم أنسه والشمر من فوق رأسه=يهشم صدراً وهو للعلم مجمع ولم أنس مظلوماً ذبيحاً من القف=وقد كان نور الله في الأرض يلمع يقبله الهادي النبي بنحره=وموضع تقبيل النبي يقطع إذا حزّ عضواً منه نادى بجدّه=وشمر على تصميمه ليس يرجع تزلزلت بأفلاك من كل جانب=تكاد السما تنقض والأرض تقلع وضجت بأفلاك السما وتناوحت=طيور الفلا والوحش والجن أجمع وترفع صوتاً أم كلثوم بالبك=وتشكو الى الله العلي وتضرع وتندب من عظم الرزية جده=فلو جدنا يرنو إلينا ويسمع أيا جدنا نشكو إليك أمية=فقد بالغوا في ظلمنا وتبدعوا أيا جدنا لو أن رأيت مصابن=لكنت ترى أمراً له الصخر يصدع أيا جدنا هذا الحسين معفر=على الترب محزوز الوريد مقطع فجثمانه تحت الخيول ورأسه=عناداً بأطراف الأسنة يرفع أيا جدنا لم يتركوا من رجالن=كبيراً ولا طفلاً على الثدي يرضع أيا جدنا لم يتركوا لنسائن=خماراً ولا ثوباً ولم يبق برقع أيا جدنا سرنا سبايا حواسر=كأنّا سبايا الروم بل نحن أوضع أيا جدنا لو ان ترانا أذلة=أسارى الى أعدائنا نتضرع أيا جدنا زين العباد مكبّل=عليل سقم مدنف متوجع فما فعلت عاد كفعل أمية=ولكنهم آثار قوم تتبع فما قتل السبط الشهيد ورهطه=سوى عصبة يوم السقيفة أجمعوا وما ذاك إلا سامري وعجله=أهم أصلّوا للظلم والقوم فرعوا ألا لعن الله الذين توازرو=على ظلم آل المصطفى وتجمعوا أيا سادتي يا آل بيت محمد=بكم مفلح مستعصم متمنع وانتم ملاذي عند كل كريهة=وأنتم له حصن منيع ومفزع اذا كنتم دُرعي ورمحي ومنصلي=فلا اختشي بأساً ولا أتروع بكم أتقى هول المهمات في الدن=وأهوال روعات القيامة أدفع فدونكموها من محب ومبغض=له كبد حرّى وقلب مفجع ولا طاقتي إلا المدائح والهج=وليس بهذا علة القلب تنقع الا ساعة فيها أجرد صارم=وأضرب هام القوم حتى يصرعوا فحينئذ يشفى الفؤاد وحزنه=مقيم ولو لم يبق للقوم موضع أيا سادتي يا آل بيت محمد=ويا من بهم يعطي الإله ويمنع ألا فاقبلوا من عبدكم ومحبكم=قليلاً فإن الحر يرضى ويقنع فإن كان تقصير بما قدأتيته=فساحتة عذري يا موالي مهيع فلست بقوال ولست بشاعر=ولكنّ من فرط الأسى أتولع