سألته وفؤاد القلب مضطربِ = عما يجول لبابي طيلة الحقبِ وصرت أبحث تواقا لمعرفة = لتطفئ الظمأ الصادي من السغبِ أبي فديتك قلبي جد منشغل = وخاطري مثل موج البحر في عببِ في الفكر عنّ سؤال ظل ينسج في = عقلي ضبابا من الأفكار كالسحبِ فقال سل قرة العينين يا ولدي = إني أجيبك عما ليس في الكتبِ سلني فقلبي وعاء ليس تعجزه = خيوط وهم من الأرجاف والريبِ قلبي هو البحر والأصداف زاخرة = وفي فمي تلمع الأفكار كالذهبِ عندي كنوز من الأسرار قد طويت = تضيء في كل قلب طاهر النسبِ وسوف تجلو عيون الشمس أسدية = من الضباب وتبدو هالة الشهبِ سألته يا أبي لم كان حيدرة = على الفؤاد مليك العرش والقببِ أحبه يا أبي حبا وأعشقه = ودونه الموت أحلى منية الأربِ ويا أبي ما الذي يدعوك من صغري = لزرع حب علي الطهر في جنبي لم كنت تنقش إسم الله في خلدي = وفي فؤادي علي خيرة العربِ لم كنت تذكره عند القيام وفي = حين القعود ونآي القلب في طربِ كأنه بلسم يحلو لذائقه = ونغمة من عزيف البلبل الطربِ لم كنت تسرد أحداثا مسلية = عن حيدر وأنا في غمرة اللعبِ وكنت تسمعني مجد البطولة من = صليل سيف علي في لظى الحربِ محدثا عن بطولات مخلدة = بأحرف النور في الأسفار والكتبِ وعن ملاحمه والموت مفتغر = فاه المنية يطوي ضيغم اللجبِ وعن سجايا وأيم الله ما طبعت = إلا فعال نبي العجم والعربِ وإن سمعت بفوج سار مرتحلا = إلى العراق من العشاق في لغبِ طربت شوقا إلى مغناه في وله = كأنه جنة الفردوس و الخصبِ وقد عراك حنين ملؤه شجن = والدمع مغرورق كاللؤلؤ الرطبِ وإن جرى ذكره في محضر خشعت = منك الضلوع كما لو كان عن كثبِ صليت ألفا عليه حينما نطقت = علي من حبك الفياض للقبِ قدست ذكر علي واسمه علنا = وما خشيت من العذال والعتبِ فكان أول أنفاس نطقت بها = حروف أسم علي من جناك أبي وكان أكثر ما رددت من لقب = حتى غدت بلساني غنوة لصبي وصيتي أي بني إن كنت مبتغيا = درب الفلاح وترجو الخير في العقبِ فالزم فؤادك عشق الطهر حيدرة = وحبه فاغرسن في هيثم النجبِ فقال لا فض فوك اليوم يا ولدي = وأنت تنثر در القول والخطبِ قرت عيوني بما أبدعت من حلل = وما غدا في مهب الريح من تعبِ بلى علي كما أرصفت من درر = بل جوهر جل أن يدعى إلى نسبِ حار اليراع به وصفا وقد عجزت = عن كنهِ ذروة الاقلام من عجبِ فإن أهيم به عشقا فلا عجب = القلب يعشق سحر البان ذي الخضبِ وما عشقت سوى نور يراه لنا = من عالم الذر رب الرمل والحصبِ لذا غرست هواه فيك معتقدا = بأنه النور يجلو ظلمة الحجبِ وأنه منبع للطهر من دنس = وأنه الصفو في الأصلاب والحسبِ وإنه العروة الوثقى لمعتصم = وانه الحبل ينجي من لظى اللهبِ وإنه شرف المولى وطاعته = سفينة وهو باب الله في القربِ وإنه دفعة الإيمان إن لمست = ضفاف قلبك يغد كعبة الوصبِ وإنه نفحات العرش لو سكنت = على فؤادك ترقى في ذرا الرتبِ وإنه قطرات الطيب نافحة = من دونها القلب رسم القبر والخربِ من دونه ستظل الروح قاحلة = ولن تذوق معين الحب كالجدبِ من دون حب علي لن تري مطرا = من رحمة الله يروي القلب في الكربِ ولن ترى قمرا تزهو أشعته = لأنه القمر البراق في الرحبِ ولن تصيخ إلى إيقاع عازفة = لأنه نغمة في روح كل أبي وكنت أذكره من غيرما سأم = في كل آن على يسر وفي النوبِ علّي بحب علي أغتدي ثملا = وأرشف الطيب في قلبي من الصببِ أو ربما أنكشفت أسرار عالمه = لعاشق تاه في أبراجه الرحبِ أو ربما سطعت أنوار حكمته = فأهتدى دربه في غيهب الشعبِ أو ربما سمعت أذناك حيدرة = فيرتوي قلبك الريان كالعشبِ أو ربما غرست نبت المودة في = جنان قلبك نبت العود في التربِ حتى غدا ذكره شهدا وليس له = على فمي مثل أشهى من الرطبِ فصرت أروي وأحكي عنه سيرته = إليك حتى أضيء الشمع في الدربِ حدثت قلبك أشذاء معطرة = من سيرة عبقت شدوا من الطيبِ ملاحما ينحني التاريخ إن ذكرت = وموكب المجد إجلالا على الركبِ حدثت فكرك عنها يا بني ولم = أخش سيوف عطاش الدم من نخبي حدثت عنها وعين الجبت ترصدني = كأنني مارق عن دين كل نبي وكم تمنيت قربانا إلى سفري = أن لو صرعت وحبي غاية السببِ أو مت في شاهق الأعواد إن دمي = يغدو إليك شعاع النجم في الطلبِ ويحي بني إذا ما السمع شنفني = بذكر حيدرة أضحيت في أدبِ كأنه حاضر والشمس غرته = تزهو وترسل نور الله كالسربِ عار علي إذا في محضر ذكروا = اسم الوصي ولم أخشع مع الصحبِ ما جلل الحب قلبا ظل ملتهيا = وذكر حيدر يتلى كالصدى الصخبِ إني لأدركه روحا تحركني = وخافقا في كياني كالندي الرطبِ وإن طربت بشوق الحب في وله = إلى الغري وفيض العين في صببِ فذا لأن عليا قبة سمقت = وروضة شرفت للعاشق النجبِ ومعلم يغرف الأحرار منهجه = ودوحة تفعم الأبرار بالأدبِ هناك تأسو الجراح الحمر من تعب = على الضريح وتشفى زفرة العطبِ هناك تغفو عيون الحر من سفر = على بساط من الأشواك واللهبِ هناك بلسم ما في الروح من ألم = برى القلوب كبري الرمح والقضبِ هناك يغلي دم المحراب متقدا = يعبد الدرب للأحرار في غضبِ يشير هذا الطريق العز منبلج = لمن يريد حياة النصر والغلبِ إن حقوق إذا ما عنوة سلبت = فلن ترد بغير الدم والسلبِ

Testing
عرض القصيدة