غيمٌ .. وشوقُ الحالِمِينَ صَحارَى=هطَلَتْ رؤاكَ فأزهرُوا أقمارا هامُوا تنادِمُهم حكاياتُ النَّوَى=فالعاشقونَ مِنَ الهُيَامِ سهارى وسناكَ منعكسٌ على أحداقِهِمْ=لم يرمشوا خوفًا بأنْ يتوارى عبَرُوا بصوتيَ .. فوّضُوني بَوْحَهُمْ=ياصائغَ الأشعارِ كُنْ مِزْمَارا واعزفْ لنا لحنَ الملاحمِ .. عُدْ بِنَا=للطفِّ .. واترُكْنا هناكَ أسارى وكأنّني داوُدُ خلفي أوَّبُوا=لانَ القصيدُ، فحلَّقُوا أطيارا كنا نزاحمُ في مَداكَ ملائكًا=ونُحِيلُ ليلَ المطفئينَ نهارا وكأنَّ ذكرَكَ حلْقةٌ صوفيّةُ=ما مرَّ بالٌ فيكَ إلا دارا ما مرَّ طيفُكَ في متاهةِ وردةٍ=إلاَّ وأوقدَ للفراشةِ نارا يا سيّدَ الحلمِ السماويِّ ائتلِقْ=بزجاجِنا .. كشِّفْ لَنَا الأستارا إنّا قناديلُ السؤالِ .. فَتِيلُنا=مِنْ زيتِ هَدْيِكَ يُشْعِلُ الأفكارا ماذا رأَيْتَ؟ وما وجدْتَ؟ وما أرَدْتَ؟=وأنتَ تُقْتَلُ في الطُّفوفِ مِرارا ؟ لمّا مضيتَ إلى أقاصي التّضحياتِ=وَجُزْتَ قنطرةَ الفِدا مختارا هل كنتَ توحي ما سيتلوهُ لنا=دمُكَ النبيُّ ليقلبَ الأقدارا؟ هل كانَتْ (الهيهاتُ) أذرعَكَ التي=أورَثْتَنا لنقاومَ التيّارا هل كنتَ لمّا حاصَرُوكَ ببغضِهِمْ=بالحبِّ تُحكِمُ في الوجودِ حصارا يا سيدَّ الذبحِ العظيمِ بكربلا=روحي فِداكَ تُسَابِقُ الثوّارا حشدًا مِنَ الفرسانِ .. جيشَ غيارى=كلٌّ يربّي في الحنايا ثارا دمَعُوا كأنَّ البرقَ مِنْ أسمائِهِمْ=لطَموا فكانَ هديرُهُمْ موَّارا حتّى الذينَ على الطّرِيقِ تفرّقوا=كالريحِ تُنفقُ عمرَها أسفارا (لبّيكَ) تعصِفُ في حناجرِهم إذا=نادَيْتَهُمْ ليفجِّروا الإعصارا يا ليتَنا كُنَّا .. (وهلْ مِنْ ناصرٍ ؟)=تدوي .. بكفِّكَ صارمًا بتّارا يا ليتَنَا كُنَّا.. وقربةُ حلمِكَ=القمريِّ تسفكُ للصِّغارِ جرارا يا ليتَنَا كُنَّا لزينبَ حينما=حجَبَتْ بكفَّيْها السَّنا أسوارا كلُّ الذينَ تحاوشوكَ توحُّشًا=يا ربِّ لا تتركْ لَهُمْ دَيَّارا يا سيِّدَ الماءِ المعشّقِ بالظَّما=في كلِّ وِردٍ نستشفُّ مزارا بابٌ على الفردوسِ كُنْتَ مشرَّعًا=مِنْ خلفِهِ الأسرارُ كم تتجارى! زهرٌ ينوحُ .. قميصُ فجرٍ أحمرٍ=قربانُ عشقٍ .. والرواةُ حيارى يا ذا المُنى .. محمومةً تهذي الرُّؤَى=هلّا منَحْتَ الأمنياتِ دثارا؟ خُذْنَا لقبَّتِكَ الحنونةِ مثلَ أمٍّ=يُستجابُ دعاؤها إقرارا دَعْنَا على الشبّاكِ نزرعُ خدَّنا=فُلًّا .. وتوقَ أكفِّنَا نوّارا فإذا هَتَفْنَا يا حسينُ نراكَ في=ملكوتِنا تستقبلُ الأحرارا

Testing
عرض القصيدة