الرِّيحُ تنقشُ في الملامحِ جُرحَهُ
وعلى رِداءِ المَاءِ تغسِلُ صُبحَهُ
الرِّيحُ أوّلُ نخوةٍ ..
هبَّتْ مِنَ الكفِّ القطيعِ
لكي تُمارِسَ صفْحَهُ
.. الرِّيحُ تركضُ للصِّغارِ
تمدُّ ماعونًا سماويًّا
وتُطعِمُ قمحَهُ
فعلامَ تُطفِئُ مقلتيهِ وفيهِما
عَطشُ الرَّضيعِ
وقَدْ تَقمَّصَ ذَبْحَهُ ؟
هِيَ صَرخةٌ ،،
ما زالَ يشهقُها الوجُودُ
وجُودُ نهرِكَ ظلَّ يسكبُ جُرْحَهُ
لن يستريحَ الماءُ
فوقَ شِفاهِ طِفلٍ ذابلٍ،
يا كمْ تمنَّى رشحَهُ ..!
الموتُ يقتنصُ الوريدَ
ويأكلُ الآجالَ وَهْيَ وليدةٌ
يا ويْحَهُ !
فضبابةُ الرمقِ الأخيرِ تبخَّرَتْ
هلَّا بعثتَ لهُ الفراتَ ومِلحَهُ .. ؟
في كلِّ حَنْجَرةٍ
تَقَرَّحَ صوتُ نادبةٍ عليكَ
فَقُمْ لتمسحَ قَرْحَهُ
قُمْ
واغسلِ الوجعَ القديمَ
فرُبَّ سيفٍ واحدٍ
يُشفي الغليلَ ولفحَهُ
هل تبصرُ الآنَ السّيوفَ؟
تعضُّ سيفَكَ تستبيحُ أمامَ وجهِكَ صَفْحَهُ
شَرَهُ السيوفِ
وشكلُ رمحٍ طاعنٍ في السنِّ
صاحَ ... وقد تجشّأَ قُبْحَهُ
لم يُدركوا ما السَّيفُ
كانَ الدّرسُ صعبَ الفهمِ يا عبّاسُ
فاشرَحْ فَتحَهُ
أنتَ ابتكَرْتَ النّارَ
فاقدحْ مِنْ صَليلِ الطّينِ طيرًا
لا يُنكِّسُ جُنحَهُ
يا رعشةَ السَّعَفَاتِ،
يا نخلَ العراقِ،
.. يمدُّ في لَوْنِ الطبيعةِ طلحَهُ
متشجِّرٌ بالعنفوانِ
أعارَ للجذعِ الإباءَ
فظلَّ يحفِرُ لوْحَهُ
الماءُ يا لَلماءِ مُنسَرِبٌ
يفتِّشُ عَنْ كفوفٍ كي يفجِّرَ نضْحَهُ
والرِّيحُ يا لَلرِّيحِ
تحمِلُ زفرةَ الكلماتِ والقنديلُ يشْهَقُ بوْحَهُ
لَكَ ..
في رُؤى الأيّامِ
ألفُ حكايةٍ
جَبَلٌ يُمسِّدُ للنوارِسِ سَفحَهُ
لكَ وردةٌ سمراءُ
تحترِفُ الشّذا ..
وتبثُّ في رَمَقِ الصّبايا نفحَهُ
مَنْ ذا يغنِّي للصِّغارِ؟
ويعزِفُ الأحلامَ، ينشرُ في المخيَّمِ صَدْحَهُ
قُمْ ..
يا أميرَ النَّهرِ
وامْتَشَقِ النّخيلَ
فبابُ سُورِ الخُلدِ فَتّحَ دَوْحَهُ
وانفَخْ بهذا الطّينِ
كيْ ينمُو الإباءُ شتائِلاً
ويُقِيمَ فينا صَرْحَهُ
يا أيُّها الشِّلوُ
الذي صَلّى على نهْرِ الخُلودِ
فراحَ يُوقِظُ ذِبحَهُ
كيفَ انْتَهَيْتَ ... ؟
وَقَدْ بَدَأْتَ مِنَ الوريدِ حكايةً أخرى
تُهَدْهِدُ جُرْحَهُ
مِنْ أينَ يبتدِئُ الزَّمانُ عُيونَهُ
وعقارِبُ اللَّحَظاتِ تخنُقُ نَوْحَهُ؟!
بَعْضُ الدموعِ
سنابلٌ مَوقوتةٌ
والطفُّ ..
عبَّأَ للمناجِلِ قَمْحَهُ