مِنْ أيِّ حرفٍ أبتدِيكَ لِأختمَكْ وأكونَ فهرسةً تراوغُ معجمَكْ؟ الغيبُ أُحْجِيَةُ الوجودِ وسرُّهُ أنّى أفكِّكُها وأدركُ طلسمَكْ؟ مِنْ أيِّ بابٍ أُدْخِلُ المعنى لِأَخترِقَ الحجابَ الدنيويَّ وأفهمَكْ؟ مِنْ عالَمِ الأرحامِ كنهُكَ مودَعٌ في الرُّوحِ يستجلي الوجودُ تَوَسُّمَكْ فتّشتُ عنّي في المرايا لم أجِدْ إلا انعكاسًا كادَ أنْ يتوهّمَكْ كفُّ المشيئةِ شكّلَتْ طيني بحبِّكَ خلّقَتْنِي كي أكونَ مُتيّمَكْ أنا لستُ إلا آهةً طفِّيّةً تشتاقُ في كلِّ الشهورِ مُحرّمَكْ فصلُ الحنينِ بداخلي ربَّيتُه غصنًا تشهَّى بالدموعِ تَبَرْعُمَكْ في جفنِ أمّي كنتَ أقدسَ دمعةٍ تهوي على خدِّ القصيدِ لِتنظمَكْ هِيَ والحنينُ حكايةٌ قدسيّةٌ نَذَرَتْ سنينَ العمرِ تَعْقِدُ مأتمَكْ أستافُ عطرَكَ في عباءَتِها رأيْتُ اللهَ في يومِ الفجيعةِ كلّمَكْ هِيَ شهقةٌ تكفي وأعزِفُ في دَمِي مرثيّةَ الوجع الكبيرِ/ تَرَنُّمَكْ أخطو على ذكراكَ خطوةَ عاشقٍ يحتاجُ معراجًا لِيبلغَ سُلّمَكْ صلّى عليكَ اللهُ يا وطنًا تماوَجَ بالدّماءِ لذا الشهادةَ أكْرَمَكْ مُذْ كنتَ في التاريخِ أعظمَ ثائرٍ كانَ الخلودُ بكلِّ سطرٍ توأمَكْ يا صرخةَ الوجدانِ صوتُكَ لم يزَلْ بوحَ الضّميرِ إذا الزّمانُ تكتّمَكْ يا حنطةَ الفقراءِ إنّ سنابلي عَطْشى فعجِّلْ بالسقايةِ موسمَكْ ظلّلتَ أفياءَ السلامِ على الوّرى مُذْ أشعلَتْ نارُ المصابِ مُخَيّمَكْ وعُرَى الوجودِ شدَدْتَ حبلَ وثاقِها والدهرُ أوغلَ فيكَ يقطعُ مِعْصَمَكْ ساجٍ على خدِّ الترابِ تكلِّمُ الأرضَ التي ضَجَّتْ تلمُّ تَقَسُّمَكْ نادَتْكَ أسرابُ الملائكِ حينَها فأبيتَ إلاّ أنْ تتمَّ تيمُّمَكْ وهَفَتْ إلَيْكَ الكائناتُ لِحَجِّها حتّى السّهامُ تسابَقَتْ كَيْ تلثِمَكْ عطِشَ الفراتُ فكنتَ رشفةَ مائِهِ وأسَلْتَ مِنْ نحرِ الشهادةِ زمزمَكْ مِنْ فَرْط مَا انْتَهَكَ الظّمَا شطآنَكَ الماءُ الخجولُ أبَى يُرَاوِدُ مبسمَكْ متوكئًا وجعَ الترابِ مُبضَّعًا هَبْنِي فديتُكَ أنْ أَجُسَّ تألُّمَكْ عُدْ بِي إليكَ أطوفُ حولَكَ باكيًا والخيلٌ سارِحَةٌ وتطحنُ أعظُمَكْ عُدْ بِي أُتَرْجِمُ ليلةً عندَ الخيامِ كمَا فؤادُ الهاشميّةِ ترجَمَكْ لأشمَّ في أطرافِها هذا الدُّخانَ فصاحةً في ثوبِ زينبَ أعْجَمَكْ يا سورةَ الإنسانِ هَبْنيَ آيةً في العشقِ تَقْرَؤُني لكَيْ أتعَلَّمَكْ أدنو إليكَ ألمُّ فيكَ تبعثُري لأعيدَ بَلْوَرَةَ الهَوَى وألَمْلِمَكْ قلبي بقايا أمنياتٍ عمرُها عشرونَ جرحًا كم تشهَّتْ بلْسَمَكْ أقواسُ صَدرِي في انحناءةِ عُودِها ظلٌّ تكسَّرَ لوعةً لِيُرمِّمَكْ