أرائكُ عدنِكَ يَمْنةَ عرشٍ بميناءِ سرِّكْ ونحوَكَ تَقطَعُ كُنهَ الفراتِ سفائنُ حشرِكْ وتمخُرُ في لُجَّةٍ حولَ قبرِكْ وكُلُّكَ تَطفو على القاطِنينَ بِموطِئِ صدرِكْ أتمَّكَ مسجدُ آدمِ ذَرِّكْ وخَرَّ مُطيعًا، فماذا تكونُ؟ لأنتَ حقيقةُ حَرقٍ ونورٍ وشمسُكَ تعرفُ كيف تُدارُ بكَفِّ الجليل وأنتَ الصَّفا يا لزَينبَ ظامٍ وذاك الحوارِيُّ بالشطِّ مَرْوَة وصلتُكَ قبلَ الوصولِ إليكَ وطُفتُكَ قبلَ طوافي عليكَ وكُنتَ كأقرَبِ حدٍّ لدَيَّ وأرحَمِ ساقٍ تَبُلُّ يَدَي وسُحنَةُ قبرِكَ نُطفَةُ دمعٍ بأوثَقِ عُرْوَة وأنتَ الذي تُوقِظُ الكائناتِ بكلِّ صباحٍ وفجرُك يخترقُ الداجياتِ وحيثُكَ ثَمَّ سواعِدُ قُدسٍ ومُهلةُ قِسٍّ تآزرَ حولَ كنائسِ طُهرِكَ نجمًا بِقُدَّاسِ صَحْوَة أُعيذُكَ باللهِ مِنْ حُفنَةِ التُّربِ فيما تعانَقَ بينَ دقائقِ قلبي ومائي مِنَ الآدميَّةِ دونَ اهتداء ومِنْ دعوةٍ لا كمَا أنتَ تدعو تُصارعُ وقتَكَ دونَ انتهاء فأرضُكَ (صلدٌ) وعهدٌ تليدٌ وأرضيَ رَخْوَة أُعيذُكَ إلاَ مِنَ النّورِ ينضحُ منكَ دماءً لنحيا أ يَحيى! أعِرْنا دماءَكَ ثورةَ عدلٍ وشوقٍ وحُبٍ وهذا كتابُك خُذْهُ بقوّة ولَجْنَاكَ كهفًا وسبعًا نطوفُ طوافَ سُباتِ السَّحَرْ وفِتيَانُنا السبعةُ استعذبوا مِيتَةَ الصائمينَ ونامُوا على مُجرَيَاتِ السَّهَرْ وسبعونَكَ الوالِهونَ أماتُوا السُّباتَ العقيمَ أبادوا الدُّجى بالهدى بينَ كرٍّ وكَرّ ولبَّوْكَ صَفْوَة ومِنْ صدرِكَ امتَدَّ طوفانُ نوحْ وكنتَ الرَّواءَ لنغرَقَ في موجِ نَوحْ ولا عاصِمَ اليومَ من ماءِ دمعِكْ! فآمنتُ أنَّكَ أنتَ السفينة وروحٌ أمينة تشظَّت لكي تستمِدَّ الحياةُ مِنَ الماءِ قَطْرَة بحجمِ المجرَّةْ تسيلُ الدماءُ وتبكي السماءُ وما زلتَ تطفو .. تموجُ وما هَزَّ لُجَّةَ عدنِكَ عصفٌ لِدمعاتِ أُختٍ وأنَّاتِ إخْوَة فجَدَّدْتَ عهدَ الحياةِ الأبيَّة وفهَّمْتَنَا هُدهُدًا زينبيَّة لكَيْ نحمِلَ الثورةَ العالميّة إلى القابِعِينَ بزَيفِ الصَّلاحِ ولفُّوا سِنينًا مِنَ الاِنفتاحِ على بابِ فيلٍ ودينٍ بديلٍ فما كوَّرَ الدمعَ إلا التلاحُمُ إلا أُوارٌ مِنَ الدَّهرِ لِلحقِّ أخرجَ ماءَ العَطاشى مِنَ الجفنِ عُنْوَة (عمورا) وفتيانُ أرضِ الشّمالِ امتِدادُ النبوَّة وما قتلوكَ وما صلبُوكَ ولَم يهزِمُوكَ فأنَّى؟! ونصرُكَ كُلُّ الضحايا يسيرونَ نحوَه وتُسبَى لِغَرسِ النبوءاتِ نِسوة وكنّا ظَنَنّا بأنَّ اعتِلاءَ العدالَةِ غابَ ابتلاءً عن النادِبينَ وأخفَتْهُ عَنَّا، عن الظُلمِ .. هُوَّة وقُدَّ القميصُ ولُطِّخَ فينَا ونحنُ ابتُلِينَا / وَقَعْنَا بِجُبِّ الذئابِ وواللهِ نحنُ الرُّقودُ فكلُّ البصائرِ نامَتْ طويلاً بمفهومِ غَفْوَة سنبتَلُّ أرضًا ونظمأُ غيمًا / سماءً لكي نرتويكْ فلا الوقتُ ساقٍ ولا الموتُ ماء وفيكَ اتزَانٌ لكلِّ الظِّماء على ضفَّةِ الغُلِّ والاِرتواء إذا ما التحَفنا ببُردةِ غيمٍ جليدٍ وشمسٍ دفيئة وميثاقِ صَهْوَة حلاوةُ معنَاكَ فيضٌ مِنَ الخَلقِ والخُلقِ فِينَا بدايَةُ ما كانَ يُتلَى فَحَاؤُكَ حاءُ الحياةِ ابتِداءً ونونُكَ نونُ النعيمِ انتهاءً وسُكَّرُكَ المُرُّ قادَ الخليقَةَ طينًا فطينا فكانت حُسينا أيا خالدًا دوَّنَتْكَ الحياةُ بحبرِ المسافةِ تسكُبُهُ الشمسُ بينَ الخسوفِ وبينَ الكسوفِ فيختُمُ نزفَ الرحيقِ مِنَ الزاحِفِين إلى المرقدَين عراقًا تَعرَّقَ في كُلِّ خُطوَة