أنَّى الهُجُوعُ لجانحٍ متوهِّمِ=غَارَت رُؤَاهُ بِجِسمِكَ المُتَهَشِّمِ ما زالَ عندَكَ بائسًا متحيِّرًا=يشكو الضَّياعَ بِصَمتِهِ المُتَكَلِّمِ يُلقِي بِطَرْفِ عُيونِهِ نحوَ الدِّما=ونجيعِها المصقولِ فوقَ الأعْظُمِ ويقولُ هل لي موطنٌ أخلو لهُ=مِنْ فوقِ نزفٍ أو على قلبٍ ظمِي؟ أم أنَّني أخبو بعينِكَ وهْيَ مِنْ=سيلِ الجبينِ تكادُ تُجرَفُ بالدَّمِ هل تحتويني تربةٌ طَفِّيَّةٌ=حيثُ الحكايةُ للمُصابِ الأعظمِ؟ أَهوِي بحُمرتِها أَشَمُّ عَبِيرَها=كالمُسْتَشِفِّ مِنَ الرَّحيقِ العَندَمِ فلعلَّني أسلُو وقد ضاقَ الفَضَا=مستظهرًا بكَ يا حسينُ تألُّمِي هذا هو الحالُ المَريرُ لعاشقٍ=داوى المرارةَ فاستُشِظَّ بِعَلقَمِ مُذْ راحَ يُحنِي للكفوفِ قطيعةً=منها يكادُ على الترائبِ يرتمي لكنّها مَسَحَتْ عليهِ بِلُطفِهَا=وَأَرَتْهُ خِنصِرَهَا وَحَدَّ المِعصَمِ وَكَأَنْ تَقُولُ لَهُ: اطمَئِنْ يا عاشِقِي=ومدى الزمانِ الجَأْ إِلَيَّ لِتَحتَمِي مِنْ غيرِ نبضٍ والعروقُ جَدِيبَةٌ=أَهَبُ الحياةَ لكلِّ شعبٍ مُلهَمِ بإشارةٍ أُردِي الطُّغَاةَ عُرُوشَهُمْ=وَدَمِي الكرامةُ يستفيضُ كزمزمِ فَتَفَكَّرَنَّ بكربَلا ودروسِها=واركُنْ إلى أبطالِها وتَحَزَّمِ مثلَ العقيلةِ زينبٍ في صبرِها=رَغْمَ التَّهَجُّرِ والخِبَاءِ المُضرَمِ وأبِي الإِبَا العباسِ ليثِ العلقمِي=والأكبرِ ابنِ أبي الحروبِ الأكرَمِ والقاسمِ الزاكِي وكلِّ مناضلٍ=ومَنِ استقامَ على الطريقِ الأقومِ وانظُرْ إلى الأنصارِ أطوادِ الوَفا=عُشَّاقِ إيثارِ النُّفوسِ الهُيَّمِ هي ذي الدُّروسُ مِنَ الطُّفُوفِ تكاثَرَتْ=عِبَرًا سَتَبقَى والزمانُ لها حَمِي فاهجَعْ هنا واثبُتْ بموقفِ عِزَّةٍ=واخلعْ بوادي الطَّفِّ كُلَّ تَوَهُّم واتركْ جُنُوحَكَ فالحسينُ يقينُنا=وسفينةُ الأحزانِ نَحوَ مُحَرَّمِ