مِنْ نَحْرِهِ كانَ الشَّفَقْ
وَلِذَا ...
فَلَيْلُ الخَوْفِ يُربِكُهُ الألَقْ
ولأنَّ شمسَكَ أيقظَتْ كُثبانَهم ...
عانَتْ ليالي خوفِهِمْ وطنَ الأرَقْ
اِشْتاقَ موتُكَ
أنْ تلامِسَكَ السّمَا...
فَقَرَعْتَ في جثمانِهِمْ يا أنتَ، ناقوسَ القلَقْ
يَخْشَونَ لو ضربَ النهارُ جباهَهُمْ
حتّى إذا شقَّ الفنارُ طريقَهُ ... وامتدَّ جُنْحُ الضّوءِ ...
والفجرُ اندلَقْ
سيُعلِّقونَ الأمنِيَاتِ،
وشمسُهُمْ فَحمٌ ...
ومُلقًى سَيْفُهُمْ عِبْئًا على عُنقِ الغروب ...
ليُزَوِّرُوا الإنسانَ تزويرَ الورَقْ
حَجرٌ بَكَى ...
وَدَمٌ عَبِيط ٌ...
صوتُكَ المحرابُ .. والدّربُ المؤدِّي للسّماءِ هُنَا نَطَقْ
وإنِ استَمَرَّ اللُّؤْمُ يُبرِدُهُ اللّظى
وإنِ انْتِمَى الفجرُ المرتّلُ عنفوانَكَ، فهو حقّ
وإنِ استبدَّ الجمرُ، يطفئُهُ الوَدَقْ
والهابطونَ مِنَ الظَّلامِ إلى الدُّجَى
عبثًا يُمَنُّونَ التماسَ الضوءِ في جوفِ النَّفَقْ
اللاتُ مُنتَصبٌ،
وفأسُكَ، مِنْ يمينِكَ كالشّعاعِ إذا انبثَقْ
ونزلْتَ تخترقُ السّهامَ،
تُثيرُ خوفَ المارِقينَ،
غبارُ صوتِكَ لا يُشَقّ
عَفَّرْتَ وَجْهَ الدينِ
أنفاسَ الدِّماءِ ...
فكانَ ركبُكَ بالنبيِّ قَدِ التَحَقْ
حاصَرْتَهُمْ بالصبرِ، فانْقَشَعَ الدُّخَانُ
وأوغَلُوا في زَيْفِهِمْ ..
ثمّ انتصَرْتَ
فكانَ فَتحُكَ مُستحَقّ
ثمّ ارتَفَعْتَ ... وظلَّ ميدانُ الدُّخَان ِ
لكي يحاصِرَهُ الغَسَقْ ..

Testing
عرض القصيدة