وأنا أرمِّمُ ما تكسَّرَ مِنْ دَمِي
باللطمِ.. أو بالدمعِ ... أو لا أذكرُ
تخلو الوجوهُ مِنَ الهواءَ
فكلّما قُتلَ الحسينُ أرى الفراغَ يسيطرُ
كُلُ الشعوبِ ككربلاءَ
فخيمةٌ نُهِبَتْ...
وأخرى خلفَها تتحضَّرُ
فحريقُكَ الكونيُّ كانَ مسارُهُ حرقَ الدِّما
لكنَّ عزمَكَ أكبرُ
*
قَتَلُوكَ
كي ننسى الحكايةَ كلَّها
فتركْتَ زينبَ للحكايةِ تُخبِرُ
وتركْتَ فيها اللهَ
حيثُ لسانُها سوطٌ
وظهرُ القاتلينَ يُبرِّرٌ
ما أنتَ ؟ إدهاشٌ كبيرٌ داخلي
أخْفَوْكَ بالسحقِ الكبيرِ وتظهرُ
هل أنتَ شيءُ اللهِ ؟ ... كيفَ تكرَرتْ حتّى النبوّةُ ...
كيفَ لا تتكرّرُ ؟!!
*
وشتَلْتَ طفلَكَ في العراقِ كنخلةٍ
وَمَشَيْتَ ..
خلفَكَ كانَ طفلُكَ يُثمرُ
وبدأْتَ تزرعُ في الخيامِ حضارةً
شعبٌ مِنَ الحبِّ الحسينِ سيكبرُ
وبِرَغْمِ كلِّ الجامِدينَ بكربلا
برمَجْتَ كلَّ القادِمينَ ليعبُرُوا
وسَحَقْتَ فوقَ ال بَايَعُوهُ
مشيّدًا
نصبًا حريريًّا لِمَنْ يتظاهروا
*
رعبٌ كبيرٌ كانَ ...
صِحْتَ بوجهِهِ:
إنّي الحسينُ
فصارَ جدًّا يصغرُ
وجمعْتَ آلافَ الرّجالِ بقبضةٍ
وجعلتَهُم في سجنِ كفِّكَ يُقبروا
ومَشَيْتَ تسحقُ بالحذاءِ وجوهَهم ..
ليسوا بحجمِ السّيفِ ... سيفُكَ أخطرُ
*
أسماؤكَ الحُسنى بَنُوكَ ...
علِمْتَهم كزجاجةٍ فوقَ الصخورِ سيُكسروا
فدخَلْتَ خيمتَكَ ...
الوجودُ مراقبٌ ...هذا الحسينُ فما تراهُ يقرِّرُ؟
أصلَحْتَ سيفَكَ
ثمّ قلتَ بغربةٍ (يا دهرُ أفٍّ (
والمجرّةُ تسعرُ...
بلَغَتْ حدودَ اللّطمِ
حيثُ رقيةٌّ صاحَتْ
ورأسُ الرمحِ كادَ يُفَجَّرُ
لا تحتويكَ الأرضُ .. حضنُ رقيّةٍ كيفَ احتواكَ؟
دخيلُها أنا أُعذرُ
مُوتِي بُنَيَّةُ ... قلتَ ... كي يَجِدَ النّدى
دربًا لأفواهِ الورودِ فيزهرُ
مُوتِي رقيّةُ
كي أراكِ مسلّةً ... فيها قوانينُ الجياعِ تُمَرَّرُ
مُوتِي فلا بعدَ الحسينِ سيستحي مِنْ طفلةٍ هذا الوجودُ ويَشعُرُ