تَنوءُ بِأثقالِها أحرُفي =وتغرَقُ في ظِلِّها النازفِ وتُرهِقُني صارِخاتُ الخيالِ=على قاعِ آماليَ الصَّفصَفِ وأحبو إلى الفجرِ في مُقلتَيْكَ=بِرَغْمِ صَفيفِ الدُّجَى المُرجِفِ أذوبُ وأَطفو، ولا أنثَني=أغيبُ وأهفو، ولا أكتفي وأَرنُو إليكَ فَتَبدو لِعَينِي=سماءً تَفوقُ رُؤى الواصِفِ وَهَلْ يَصِفُ الحرفُ وَهجَ الخُلودِ=على قُدْسِ أَوداجِكَ الأشرفِ؟ وتُغري دَمي وَمضةٌ، فأسيرُ=على حَدِّ أشجانِها المُرهَفِ وأَتبَعُها، وَرُؤى الأُرجُوانِ=تُرصِّعُ وَجهَ السّماءِ الخَفي وَيَملأُ سَمْعي نَشيجُ الرِّمالِ=فَأحنو على جُرحِها الهاتِفِ وأسكُبُ نَبضي لها سَلسَلاً=لعلَّ امتدادَ الظما يَنطَفي أيا واهِبِي لَهفَةَ المُقلَتَيْنِ=وَتَنهيدَةَ الخافِقِ المُدْنَفِ كُفِيتُ بِخَطبِكَ عمّا سِواهُ=وفيكَ حَليفُ الرّزايا كُفِي وقَدْ رُفِعَتْ يا حُسَيْنُ بِرأسِكَ=شمسٌ بغيرِكَ لمْ تُعرَفِ وقدْ أَلِفَ الصابرونَ الجِراحَ=وقبلَ جِراحِكَ لمْ تُؤلَفِ وقدْ فَسّرَتْ منكِ بِيضُ الرّدى=تراتيلَ جُثمانِكَ المُصحَفِ فما زادَكَ النزفُ إلا ائتلاقًا=بِروحيَ حُسْنُ الرّدى اليُوسُفي! أيا نَفسُ هذا نَميرُ الولاءِ =فَخَلّي ظُنونَ الصّدى، وارشِفي وذا البَدرُ أفنى دَياجي الغُرورِ=بِأشلاءِ قلبٍ، ولمْ يُخسَفِ حُسَيْنَ الفِدا، يَا بْنَ عَيْنِ الهدى=ويَا بْنَ الرضيِّ الزكيِّ الوفي ويَا بْنَ التي أودّعَتْ فيكَ سرًّا=أقامَ الرّشادَ، ولمْ يُكشَفِ ويَا بْنَ الصفيِّ المُمجَّدِ لمّا=أرادَ المُهيمِنُ أنْ يصطفي بِروحِي الذبيحُ الذي مَنْ أتاهُ=ذبيحَ الأماني، لَدَيْهُ شُفي بِروحِي الخفيُّ عَنِ الغافلينَ=جليُّ المعاني لدَى المُنصِفِ أيزهدُ في وِرْدِكَ العابثونَ=وأنتَ المؤمَّلُ في الموقفِ؟ ويفترشُ القومُ نسجَ الضَّلالِ=وأنتَ غدًا صاحِبُ الرّفرَفِ؟ وهُمْ خَلَفٌ قد أضَاعُوا الصّلاةَ=فبئسَ الخليفةُ للخالِفِ! وبئسَ الرّعيةُ حينَ استباحَ=الطغاةُ حِمَاها، ولم تأنَفِ وحينَ استَحَبّتْ فُتاتَ الحياةِ=بِظِلِّ هَوَى الطامعِ المُجْحِفِ أيا نافخَ الرّوحِ، رُوحِ اليقينِ=ويا مُهلِكًا لوثَةَ الزُّخرُفِ ويا مُسعِفَ الثائرينَ الأُباةِ=تبارَكْتَ للمجدِ مِنْ مُسعِفِ على اسمِكَ قد أينعَ العُنْفُوانِ =ولاحَ غَدُ الموعِدِ الآزفِ فكيفَ نضيعُ، وليسَ تضيعُ=بِبابِكَ أنّةُ مُستضعَفِ؟ وكيفَ نهونُ، وأنتَ العرينُ=العَصيُّ على الباطلِ الزاحفِ؟ ألا فاسمَعِي يا صُروفَ الزّمانِ=ويا دَولَةِ الظّالِمِ المُسرِفِ: حسينيّةٌ يَدُنا والفؤادُ=فيا حَومةَ الظالِمِينَ اكْفُفي