مِنْ حولِ مسلمِ فرَّتِ الأنصارُ=قلَّ الوفاءُ وضلّتِ الأعذارُ أعظَمْتَ نفسَكَ أنْ تجودَ كفديةٍ=ساءَ الخيارُ وأنتَ مَنْ يختارُ في الأرضِ مُغترِبٌ وما قد غُرِّبَتْ=عندَ الإلهِ وشُرِّدَتْ أحرارُ فإذا تراهُ غريبَ دارٍ تنقضي=فغدًا يطيبُ لمبتغاهُ جوارُ ما شدَّ مسلمُ للخلودِ بأنَهُ=قد أُدْرِكَتْ في صدرِهِ الأسرارُ فرأى طريقَ العشقِ حتّى خاضَهُ=وَغَدَتْ صغارًا عندَهُ الأضرارُ بلغَ الرقيقةَ في الحقيقةِ إنّها=أصلُ الوجودِ، ترومُهُ الأحرارُ فإذا مشى في الأرضِ صِرْتَ تخالُهُ=نورًا وتخلدُ مثلَهُ الأنوارُ وديارَ طوعةَ إنْ سألْتَ فإنّها=سيجوبُها بالظالمينَ حصارُ فُجِعَتْ ودمعُ العينِ منها هاملٌ :=لو كنتُ أعلمُ أنّها لكَ نارُ! وأرابَ أمرُ الدارِ صدرَ غوايةٍ=وبلالُ منها حائرٌ ومثارُ فغَلَتْ بهِ نارُ الشرورِ تيقُّنًا=والخذلُ يلزمُ فكرَهُ ويُدارُ إذ ألقى في شوقِ اللقاءِ تحيّةً=علَّ الرياحَ إلى الحسينِ تُسارُ ولعلَّها ما إنْ تلفَّظَ باسمِهِ=حَمَلَتْ بَهَاهُ وهانَتِ الأخطارُ ورَمَوْهُ مِنْ قصرِ الإمارةِ وارتقى=يا رميةً منها عَلَتْ أحرارُ أحسِبْتَ تنخسفُ البدورُ بقتلِها؟=بل قد أتَمَّتْ طورِها الأقمارُ