سَرَيْتُ .. وكُلُّ ذنوبي معي = لأفياءِ عالمِكَ الأوسَعِ فيا بْنَ الرسولِ العظيمِ ويا بْنَ = عَليِّ الهُدى سيِّدِ الرُّكَّعِ وقفتُ ببابِكَ بابِ النَّجاةِ = وَعَنْ عَتَباتِكَ لَمْ أرْجِعِ وفي القلبِ صورتُكَ اللا تُرى = لأهلِ المروءاتِ إلاَّ نعي لمعنى الكرامةِ والكبرياءِ = وعِزِّ التواضعِ للخُشَّعِ وَضَعْتُ الموازينَ في حالتَيْكَ = دلائلَ حقٍّ لِمَنْ لا يَعِي بأنَّ النُّبوَّةَ فيضُ السَّماءِ = ولولا الإمامَةُ لَمْ تَسْطَعِ وقفْتُ ببابِكَ يا بْنَ البتولِ = وتقبيلُ أقدامِكُمْ مَطمعي ألا توبةٌ تُرتجَى يا حُسَيْنُ = لأدْخُلَ في حِصْنِكَ الأمنعِ ؟ صَرَخْتُ أنِلْني يمينَكَ .. وارفِقْ = بِقَلْبٍ ضعيفٍ بِكُمْ مُوْلَعِ فشاهَدْتُ خَلْفَ احْتجابِ المدى = صفوفًا مِنَ المَلَأِ الأرفَعِ ينالونَ مِنّي تُرابَ الخُطا = وخفُّوا سِراعًا إلى مَوْضِعي فقُلْتُ سلامًا .. ذنوبي طَغَتْ = وقَدْ جئتُ مِنْ عالمٍ أوضَعِ فقالوا لإنَّكَ جئتَ الحُسَيْنَ = وصِدْقًا تعلَّقتَ لا مُدَّعي تجلَّتْ دُموعُكَ نورًا .. بِها = ننالُ الشفاعةَ في المَفْزَعِ خَرجْتَ ورايةُ جدِّكَ نَهْجٌ = ترفُّ على رأسِكَ الأضوَعِ بمَوْكبِ نورٍ مِنَ الأنجبينَ = تكلَّلَ في هيبةِ المَطْلَعِ نجومٌ على الأرضِ تعلو النُّجومَ = فسُبْحانَ بارئها المُبْدِعِ حَرَصْتَ بِهِمْ عَنْ جحيمِ الخُنوعِ = وأوْرَدْتَهُمْ جنَّةَ المَصْرَعِ فسُحْقًا لنا لَمْ نكُنْ أوفياءَ = مِنْ والِهِينَ ومِنْ تُبَّعِ بأنْ نشربَ اليومَ ماءَ الفُراتِ = وتُذْبَحُ عطشانَ بالمَصْرَعِ ويُقْتَلُ صَحْبُكَ والأقربونَ = ونسْمُرُ في مَجْلِسٍ مُمْتِعِ كُفوفُ أبي الفَضْلِ قَدْ قُطِّعَتْ = وفينا الأكُفُّ على الأذْرُعِ ويُذْبَحُ مِنْكَ الرَّضيعُ الزكيُّ = ونلهو بأطفالِنا الرُّضَّعِ وزيْنبُ تُسبَى إلى الأرذلينَ = فَلَمْ نقلبِ الأرضَ .. لَمْ نقلعِ أما مِنْ نصيرٍ يُناصِرُنا = عُصورًا تُدوّي فَلَمْ نُسْرِعِ ألا قدْ عَجَزْنا فلمْ نستجِبْ = بِغَيْرِ الدُّموعِ على المَفْجَعِ إليْكَ اعْتذاري أبا الأكرمينَ = إذا مِلْتُ عَنْ نهْجِكَ الأرفعِ تحمَّلْتَ ما لمْ تُطِقْهُ الجِبالُ = فَقُدِّسْتَ مِنْ ناهضٍ أشجعِ وجاوزْتَ كُلَّ حُدودِ الخيالِ = فمهما يُصوِّرْكَ لَمْ يُبْدِعِ فها أنتَ وحْدَكَ تمحو الظَّلامَ = وتُشرِقُ عِزًّا على الخُنَّعِ تؤانِسُ هَوْلَكَ في كربلاءَ = كأنَّ الجنائنَ في البلْقَعِ تلوكُ جِراحَكَ إثْرَ الجِراحِ = وَوَجْهُكَ يبسمُ لَمْ يخْضَعِ وتُخْنَقُ في ظمأٍ قاتلٍ = فما بالُ ثغْرِكَ لَمْ يَجْزَعِ؟ يسوقُ لَهُمْ أبلغَ الواعظاتِ = وكُلٌّ تلهّى ولَمْ يسمَعِ فقاتلْتَ حتّى كأنَّكَ جيشٌ = وَهُمْ واحِدٌ في اللّظى المُفْزِعِ تُروِّعُهُمْ في جحيمِ الصِّدامِ = فَصَوْلاتُكَ البِكْرُ لَمْ تهجعِ تدورُ عليهمْ بِسَيْفِ أبِيكَ = وتطحنُ كُلَّ زنيمٍ دعي تُحاصِرُهمْ جحفلاً جحفلاً = كأنَّ الجميعَ بِمُسْتَنْقَعِ وحتّى إذا الأرضُ ضاقت بِهِمْ = ولَمْ يبقَ للسيفِ مِنْ مَوْضِعِ رأوا يحتمونَ بعيدًا هُناكَ = بِرَمْيِ السِّهامِ على الأضْلُعِ فجاءَ الثلاثيُّ في بغتةٍ = إلى صدْرِكَ الأقدسِ الأوْرَعِ فأحيا ثلاثًا مِنَ الرَّاسياتِ = تظلُّ مدى الظُّلْمِ لَمْ تُصْرَعِ فتوحيدُ ربٍّ وَوَحْيُ نبيٍّ = وحُكْمُ إمامٍ على الأجمَعِ لِيَظْهَرَ دِينٌ على العالَمينَ = بِمَهْديِّنا في غدٍ أرْوَعِ إلَيْكُمْ وفِيكُمْ فَمِي ناطقٌ = وغيرَ الأطايبِ لَمْ أتبَعِ رَفَضْتُ السَّواقيَ إذْ لُوِّثَتْ = وَعَنْ مَعْدِنِ الوحْيِ لَمْ تنبَعِ وَمِنْكُمْ قَبَسْتُ ضِياءَ الهُدى = وَوضَّأتُ قلبيَ مِنْ أدمُعي