تحدو الرمالُ فؤادًا ليسَ تعرفُهُ=يسيرُ معنًى ولا تفسيرَ يكشِفُهُ قرآنَ وحيٍ مَشَى للّهِ رتَّلَهُ=سيفٌ، على منبرِ التوحيدِ يذرِفُهُ حروفُ آيٍ بِلا وصلٍ يُلملِمُها=كدمعِ يعقوبَ لا أمٌ تُكَفكِفُهُ يسيرُ ماءَ صحارٍ مِلْؤُها عطَشٌ=وجُبُّها الفضُّ بَخسًا باتَ ينزِفُهُ رملٌ يَحُطُّ سَحابُ اللهِ في يدِهِ=لكِنَّهُ دونَ وعيٍ ظلَّ يُسرِفُهُ تآفلَ الليلُ واللا صبحَ موعدُهُ=تسعى النحورُ لوعدٍ ليسَ تخلِفُهُ دمٌ ودمعُ فراشاتٍ ونزفُ سماواتٍ=على الأفقِ ما زالَتْ تؤرشِفُهُ وحيدُ سيفٍ يجوبُ الطفَّ منتظرًا=وليسَ (ثَمَّ) لِغيرِ الذبحِ تعطفُهُ وها يغازِلُ ذي الأسيافِ مرتجزًا=خذي الوريدَ لهذا الدينِ يرشِفُهُ فصاغَ للوحيِ والتنزيلِ فجرَ دمٍ=وأنبتَ الزهرَ للأشواكِ تخصِفُهُ وأرَّخَ الماءَ ظمآنًا يُتمتِمُهُ=والعلقَميُّ تخطُّ الموتَ أحرفُهُ هو الحسينُ ووجهُ اللهِ جبهتُهُ=ونزفُها الحمدُ والإخلاصُ معطفُهُ يرتِّلُ الليلَ قرآنًا فيختِمُهُ=يؤوِّلُ الموتَ صبحًا ناءَ موقِفُهُ يخطُّ للماءِ أفقًا مِلْؤُهُ سُحُبٌ=والشمسُ والبدرُ والنَّجماتُ متحفُهُ رأسٌ على الرمحِ أم شمسٌ مضرّجةٌ؟=وتمتماتٌ عَلَتْ للهِ توصِفُهُ لزينبَ العينُ والآياتِ يقرؤُها=كأنّما دمعةُ الحوراءِ مصحفُهُ كأنّما آيةُ التطهيرِ معصمُها =القيدُ أدماهُ لكنْ لا يحرِّفُهُ