على أيِّ مدٍّ
تعبرينِ لجزرِهِ ؟
ومِنْ أيِّ بابٍ
تدخلينَ لصبرِهِ؟
وهلْ تُكتبُ الأحزانُ
إلا على لظًى
ينوءُ بهِ مَنْ غاصَ في بحرِ وزرِهِ
أيا أمُّ ..
نام الليلُ
نامَتْ نجومُهُ
وها أنتِ ذا
تأبيَنَ ذلّةَ فجرِهِ
تُباعُ المنايا
والقلوبُ سَواترٌ
على أيِّ قلبٍ تتّكينَ ..؟
لسترِهِ
ومِنْ أيِّ عمرٍ تغرفينَ ..؟
ولم يَعُدْ بعمرِكِ ماءٌ
تسكبينَ لجمرِهِ
كأنَّ سماءَ اللهِ ألقتْ حجابَها
ومريمَ تسعى بابنِها
نحوَ عسرِهِ
فلا نخلةٌ في الأرضِ
تعرفُ سرَّها
وفي جوفِها مَنْ لا يبوحُ بسرِّهِ
أيا أمُّ...
هذي الطفُّ
مدَّتْ صليبَها
وكَم مِنْ مسيحٍ صالَ
مِنْ غيرِ نحرِهِ
وجاءت بشوكِ الأرضِ
مِنْ كلِّ حفرةٍ
لتسلبَ وردَ اللهِ نكهةَ عطرِهِ
فجئتِ بمَنْ..
معناهُ حلوٌ ..
لحلوِهِ
ولكنَّهُ مرُّ المعاني ...
لمرِّهِ
بمَنْ..
قد أضاعَ الموتُ لهفةَ عرسِهِ
وتبكي مساءاتُ الزّفافِ
لبدرِهِ
بسيفٍ على الأعناقِ يتركُ إثْرَهُ
عجيبٌ
كمَنْ يمشي بأنفاسِ خضرِهِ
فلا تحسبي عمرًا
تناثرَ خطوُهُ بكلِّ هبوبٍ
مِنْ تراتيلِ فخرِهِ
ولا تحسبي دنياكِ
_ما ازدانَ طبعُها_
إذا راوَدَتْ عينيهِ
يا أمُّ
تُغرِهِ
فألقيتِهِ في اليمِّ
والموتُ ناظرٌ ....
وموجُ الدّما ...
يسعى لميناءِ عمرِهِ
وعزَّ على عينيكِ
إذْ أخضلَ الجنى
بأنْ يُستردَّ النحرُ
مِنْ بعدِ بذرِهِ