عبثاَ يُعبِّرُ في رِثائِكَ مِرْقَمي = فَلَقد خَبَتْ نارُ الترنُّمِ في فَمي ولقد ذَوى سحرُ المحابرِ حينَما = سُبِيَتْ إلى الكُوفَى عَقيلةُ هاشِمِ أَوَ كَيفَ أشدو بالحُروفِ وزينبٌ = بَعْدَ الكفيلِ غَدَتْ بكفٍّ تَحتمي؟ تَدعو حُسينا: يا أخي أَوَما تَرى = رَقَصَت على ظَهري سياطُ الظالمِ؟ والشَمسُ تَغلي فَوقَ مَتني ها هُنا = كَم كانَ مِن عَينَيْكَ فيءٌ يَرتَمي ما زِلتُ أَسمَعُ في الطُفوفِ نداءَها = عَباسُ يا قَمرًا أُحيطَ بأنجُمِ قُمْ يا أخي إنّي وَديعةُ حيدرٍ = أُأُهانُ يا سنَدي وأنتَ بمنعَمِ ؟! ما جفَّ دمعُ العينِ مُذ عيني رأَتْ = قد حلَّ في عينيكَ سَهمُ الآثمِ آهٍ على أيّامِ عزّي يا أخي = قد كُنتُ مُكْرَمَةً بِعَيْنَي ضيغمِ إنْ كُنتَ لا تَدري فخُذْ مَا قَدْ جرَى = لمّا هَوَيْتَ مناديًا لمُخضرَمِ فرأيتُهُ يَمشي ويكبُو تارةً = ولقد يَنوءُ بِثَقلِ فقدٍ حازِمِ وَقَدِ انحنى ظهرُ الحُسينِ رأيتُهُ = ويصيحُ: شَمَّتَّ العِدا يا صارمي أَوَما حَسَسْتَ بِهِ يُديرُ بَطَرْفِهِ = لمّا بَقى فردًا ولا مِنْ داعِمِ نحوَ الفراتِ، يقولُ: يا عباسُ قُمْ = وَحدي وَمِنْ حَوْلِي خَميسُ عرَمرَمِ يا كافِلي أترى شَعَرْتَ بصرْخَتِي = والشِمرُ فوقَ حُسينِنَا بالصارِمِ ويَحُزُّ ذاكَ النحرَ غيرَ مراقبٍ = عَرشًا يُنادي: يا لَسبطِ الأكرَمِ! لَهفي لِوجدِ مُرَمَّلٍ فوقَ الثّرى = وَجَوَاهُ مِنْ حرِّ اللظى بِتضرُّمِ قُم يا أخي زجرٌ حدا بِظُعونِنا = أَوَ تَرتَضي عيناكَ لابنةِ فاطِمِ ؟ الآنَ أرحلُ يا أخي عنكُمْ وَمِنْ = بعدِ الحسينِ اليومَ شِمرٌ حاكِمي الآنَ مِنْ بعدِ الكفيلِ وبأسِهِ = عَمْرٌ يقودُ الظعنَ دونَ المحرَمِ يا لائِمًا حُزني عليهِمْ لو تَرى = كَسفَ الشموسِ بِهِمْ فَلَسْتَ بلائمي آهٍ ولو قُتِلوا بعينِكَ هل بَقَى = مِنْ بَعْدِهِم دمعٌ وليسَ بساجِمِ ؟ مِن بعدِ رزءِ الطفِّ لا تعذلْ فَمَا = مِنْ بعدِ إخواني يطيبُ تَبَسُّمي الرأسُ بالإخوانِ يبقى شامخًا = وإذا مضوا يَهوي فَقَدْ عزَّ الحَميّ والثغرُ يَبقى باسِمًا بوجودِهِمْ = وبِموتِهِمْ أبكي عَلَيْهِمْ بالدَّمِ