قيلَ إنَّ الحقيقةَ أكبرُ من جرأتي
ربّما..
حينَ رُحْتُ علانيةً أشرحُ الأمرَ للخيلِ
كيفَ تكونُ البلادُ موطّأةً فوقَ صدري
وكيف تصيرُ البلادُ حليبًا بأمري
حليبًا يُنَزُّ.. وليسَ يُقطَّرُ في شفتيِّ الرّضيعِ
وقيلَ: الحقيقةُ أكبرُ
لو عَلِمَتْ حينَها الخيلُ
هل صارَ صدري مداسًا بأمرِ المغول؟
الحقيقةُ أكبرُ..
لو أنَّ قوسًا يعالجُ عاهتَهُ لاستوى قُزَحًا
هابطًا مِنْ سماءٍ ملوّنةٍ بالدّماءِ
إلى الأرضِ أرضِ المثول
امتثلتُمْ إذنْ
والحقيقةُ أكبرُ مِن كونِها كربلاءَ
فهذا الحسينُ
الحسينُ
الحسينُ
ألم تسمَعوا باسمِهِ اسمي
بصوتِ الرسول؟
فامتثلتُمْ إذنْ
والحقيقةُ أكبرُ
حريّتي أن تكونَ الحقيقةُ أكبرَ
يعرفُها الحرُّ،
يجهلُها خادمٌ للملوكِ
ولكنّني كنتُ أجرؤُ أنْ أشرحَ الأمرَ..
أن أجعلَ السّيفَ رمزًا لفتحِ بلادٍ مفخّخةٍ مِنْ جميعِ الجهاتِ
وأحملُ موتي مِنَ الجهةِ الضّارية
وأنشرُ صوتيَ أشرعةً فوقَهُ، موتيَ المستقيمِ كظهرِ الجهة
موتيَ الصّارية
كنتُ أجرؤُ
أنْ أتهيّأَ للمؤمنينَ سفينةَ نوحٍ
وأبحرُ فيهِمْ
على اليابسة
وأعرفُ أنَّ الحقيقةَ أكبرُ
إذْ في فمي كانَ ينبضُ قلبٌ من الذّكرِ
... لو أنَّ هذي العروبةَ مائيّةٌ،
لو صليلُ السّيوفِ التي احتوشَتْنِيَ ينشقُّ نهرًا،
لَوِ النّهرُ يعكسُ جرحي بعينينِ نضّاحتينِ
كربٍّ يراقبُ،
هل ستكونُ –عليَّ لهُمْ
قوّةٌ عابسة؟
كانَ للسّيفِ حاملُهُ
كان في سيفهِ طعنةٌ كلّما طوّحتنيَ
عاندْتُ قتلي
وعُدْتُ لَهُمْ مِنْ جراحي دمًا
ليسَ يُحقَنُ
فاشتدَّتِ العاصفة
... نصبتُ برأسي على الرّمحِ
دونَ اكتراثٍ لهم
خيمةً
وداخلَها اللاجئونَ يزجّونَ أنفسَهُم
فوجئوا أنّني كنتُ فزّاعةً للسّلاطينِ
...فاجأْتُهم، كنتُ أجرؤُ
فزّاعةً للسّلاطينِ كنتُ، وكنتُ يدًا للحقيقةِ
... تكبُرُ فيَّ الحقيقةُ،
كنتُ يدًا
حينَ كانَ لزامًا على أحدٍ طَرْقَ بابِ الظّليمةِ
قيلَ لهُ:
لا يحقُّ لغيرِ القتيلِ الدخول