أضْحَتْ دموعي منارًا لِلْمعزِّينا،=وَنَابَ عَنْها قريضُ الشعرِ تمكينا ألاّ وَقَد حانَ في الآثارِ مأتمُنا=وشدَّدَ الندبُ أرزاءً تواسينا مَنْ عكَّرَ الصَّفْوَ بالأحزان فانمزجت=همًّا، معَ الدهرِ لا ينأىَ يجافينا؟! مَنْ أسقَطَ الرّزْءَ، أجراسًا تدقُّ بنَا=كأنّما ساقَطَتْ حزنًا مآقينا؟! هذا الحسينُ صريعًا فوقَ صاليةٍ=ووجهُهُ في الثّرَى ما زالَ يُبْكينا!! مضرَّجٌ بالدِّما والبارقاتُ على=أوتادِهِ تستَقِي، بالطعنِ تسنِينا!! كأنّما ذاكَ جبرائيلُ مدَّ لهُ=تأسِّيًا جُنحَهُ ظلاً يواسينا!! وهكذا الكونُ قد أجلى عوارضَهُ=مجلجِلاً بالبُكا فالخطبُ يُعنينا قلْ لي أبِاللهِ بالقربَى لهُ هجموا=نحوَ الخيامِ فأضحى الكونُ يُجلينا!! أهكذا صُغْتُمُ الإسلامَ فانتَثَرَتْ=حقيقةُ الزّيفِ والتشويهِ تكوينا أسَّسْتُمُ بالدِّما دِينًا وشِرعَتُهُ=مِنْ صُنعِكُمْ صُغْتُمُوهُ في الهَوَى دينا! يكفيكُمُ سافلٌ، مِنْ قومِكُمْ قذرٌ=يقودُكُمْ حيثُما قدْ شاءَ تلوينا وقد كفانا أمانًا، حيدرٌ وبِهِ=لا ندخلُ النارَ، يومَ الحشرِ يكفينا أما درَى القومُ أنَّ اللهَ منتقمٌ=وذو أناةٍ، وقدْ خابَتْ عَوَادِينا؟! وبالحسينِ سنبقى في تمجُّدِهِ=نرقَى السماءَ وعينُ اللهِ تحمينا

Testing
عرض القصيدة