أبحرتُ ليسَ تحدُّني الشُّطآنُ =تيهي الدَّليلُ وقَلبيَ الرُّبانُ أبحرتُ أستَجدي وُجودًا آخرًا =ضَاقَتْ على أبعادِهِ الأوطانُ وأخوضُ في ماءِ التَّساؤلِ لُجّةً = عَمُقَتْ فليسَ تحدُّها قِيعانُ هي رحلةُ الطِّينيِّ فِي إنسانِهِ= لَو ضَاعَ في أفكارِهِ الإنسانُ هي فرضُ عَينٍ لم نؤدِّهِ حَقَّهُ =يوماً، فَشوَّهَ وَجهَهُ العِصيانُ *** ضِعْنَا بِوَادِي الوَحْلِ يَجمَعُ بَيننا =وَحْلٌ تطاولَ فَوقَهُ البُنيانُ وشرَاعُ أَفكارٍ تَمزَّقَ نِصفُهُ= وَتَمَزَّقَتْ في نِصفِهِ الأَذهانُ هاتِ الشِّراعَ لِكَي أَخيطَ جِرَاحَهُ= وأَلُمَّ مَا قَدْ فَرَّقَ الشَّنآنُ يا بَحْرُ طَهِّرْنِي بمائِكَ عودةً= أُخرى، فغُسْلُكَ كُلُّهُ غفرانُ واسبَح بروحي نحوَ نهرِ قداسةٍ =ذُبِحَتْ على شطآنِهِ عدنانُ خُذْنِي لِشُطآنِ الفراتِ زيارةً= إنَّ الفؤادَ لِوِرْدِهِ ظمآنُ ذَرْنِي هُنَاكَ أُفِيضُ زَمْزَمَ حَسْرَتِي = في مَشعرٍ فيهِ الهُدى ريّانُ لبَّيْتُ صَحْنَكَ يَا حُسَيْنُ قَصِيدةً= فكأنَّما لبَّى لكَ البركانُ وتفجَّرَتْ فَوْقَ السُّطُورِ مَدَامِعِي= حِبرًا، يُذِيبُ جُمُودَهُ الحِرْمَانُ وَتَبِعْتُ نَصْرَكَ بِالقَصِيدَةِ ثَائرًا= سَيْفِي البَيَانُ وأَضْلُعِي مَيْدَانُ وَكَتَبْتُ فَوْقَ جَبِينِ عِزِّي أنَّنِي= مِنْ بَعْضِ ما أوْقَدْتُهُ نِيرَانُ فاقذفْ بيَ الدُّنْيا تَرَى أقْطَارَها= تَسري إليكَ يسوقُها الذَّوَبَانُ فَقِسِيُّ نصرِكَ لا تخيبُ سِهامُها= إذْ قَدْ كَفَاكَ سَدَادَهَا الرَّحْمَنُ *** أحسينُ واسمُكَ للخلودِ سفينةٌ= تجري ويسرِي تحتَها السُّبْحانُ ما زِلْتَ تختَرِقُ الدُّهورَ مسافرًا= عبرَ الزَّمَانِ تَحُفُّكَ الشُّجْعانُ فعلى يمينِكَ للحقيقَةِ حربةٌ =ذَلَّتْ مخافَةَ نصلِها الحيتانُ وعلى شمالِكَ للحقيقةِ مشعلٌ= تخْشَى انتشارَ ضيائِهِ التِّيجَانُ أنتَ الحقيقةُ في أتمِّ جَلائِها =وسِوَاكَ كلُّ المُمْكِنَاتِ دخانُ يا ممكنًا لولا مخافةُ ربِّهِ =لأقيمَ في إيجابِهِ البرهانُ أغرَتْ معانِيكَ العقولَ وإنَّها= لبَعِيدَةٌ عَنْ فَهْمِكَ الأذهانُ ها أنتَ في حُبِّ الوُجوبِ مُقطَّعٌ= مُتَقَطِّعٌ في حُبِّكَ الإمكانُ تجرِي دماكَ مَدَى الدُّهُور معبِّرًا= عمّا أصابَكَ مَدُّها الغضبانُ وبحارُ دمِّكَ ليسَ يبحرُ عبرَها= بشرٌ ومِنْ شطآنِها القرآنُ لكَ في كتابِ اللهِ قلبٌ نابضٌ=ولهُ بصدرِكَ ينزِفُ الشريانُ وأنا تلاوةُ عاشقٌ لا ترتقي =في سُلمٍّ تعلو بِهِ الألحانُ أطبقْتُ ثغري عَنْ نشازِ نشيدِهِ= وفتحْتُ قلبًا شعرُهُ كَرَوَانُ الشِّعرُ طيرٌ والشعورُ جناحُهُ =وجناحُ عشقِكَ شأنُهُ الطَّيَرَانُ هاجَرْتُ نحوَكَ في السَّمَاءِ محلِّقًا =وسألتُها: هَلْ يحتَوِيكَ مكانُ؟ أمْ أنَّ روحَكَ تحتوي أبعادَنا =ويفيضُ منها للوجودِ حنانُ؟

Testing
عرض القصيدة