كلُّ أسمائيَ مِنْ جوهرِ ذي الإحسانِ حُسْنٌ وجمالٌ عُتِّقا
فاقرأوني مِنْ ثرى مكةَّ في طيبةَ... حتّى الطفِّ: جُرحًا عابِقا
وفؤادًا ذابَ في هاجرةِ الطفِّ على الرمضاءِ يشكو رَهَقا
وقميصًا أحمرًا يقطُر دمًّا، عادَ بالأبصارِ لمّا بَرِقَا
وشعاعًا قَدْ فنَى في حضرةِ الشمسِ، برسْمِ الحبّ، حتّى احترقا
.......................
إنّ أسماءَ جمالِ اللهِ شمسٌ مِنْ معانيها (حسينٌ) أشرقَا
فاقرأوا أسمائيَ الحُسنى بِ "بسمِ اللهِ"، أو بسمِ الذي قَدْ خلَقَا
حيثُ لا يعرفُني إلا الذي قد قرأً القرآنَ وعيًا، ورَقى
فأنا القرآنُ تنزيلًا، وتأويلًا، وذِكرا ، "عَلقَا" أو"فلقَا"
وأنا الجامِعُ بينَ الكافِ والنونِ، وللتكوينِ حَبلٌ وَسَقَا
وأنا أوّلُ مَنْ يهوي فناءً، وأنا الآخِرُ في عهدِ البَقَا
وأنا ظاهرُ أسماءِ التجلّي، وأنا باطنُ نورٍ أشرقَا
أنا مرآةُ جمالِ اللهِ في الأولى، ومصباحُ الهدى في الظُّلُماتِ المُطْبِقة
وأنا الميزانُ في الأخرى، وبرهانٌ، وقول ٌثابتٌ ما أصدَقَه
وأنا حجّتُهُ الكبرى على ما دونَ ساقِ العرشِ ممّا خَلَقَا
وأنا النجمُ الذي يثقبُ أفلاكَ السماواتِ، ويهوي طارقا
وأنا فُلكُ نجاةٍ وأمانٍ، مَنْ أتاني ليسَ يخشى الغَرَقَ
..............
وأنا المرفوعُ سقفًا في السماواتِ وبالمشعر بيتٌ عُتِّقا
وأنا المحفوظُ باللوحِ كتابًا "بلسانٍ عربيٍّ" نطقا
وأنا المخلوقُ فردًا ليسَ مثلي مِنْ سَمِيٍّ أو شبيهٍ خُلِقا
وأنا القائِمُ بالحقِّ؛ قيامًا أرهَبَ الباطلَ حتّى زَهَقا
وأنا المؤمنُ مَنْ آمنَ بالله وبالإسلامِ دينًا صدّقا
وأنا المشهودُ عنَد الفجرِ ذِكْرًا، وأنا الشاهدُ يومَ الملتقى
وأنا صاحبُ يومِ الفتحِ والنصرِ، أنا ناشرُ راياتِ التُّقَى
كنتُ في السِّلمِ رحيمًا، بَيْدَ أنِّي كنتُ في الحربِ حُسامًا بارقا
..............
أناْ مِنْ فهرٍ، ومِنْ آلِ عليِّ بنِ أبي طالبَ: يعسوبِ التُّقى
وأنا سبط ُرسولِ اللهِ طهَ: مَنْ بأطباقِ السماواتِ ارتقى،
وابنُ ربّاتِ خدورٍ وحجورٍ طاهراتٍ وعتيقاتِ النَّقا
وأنا خامسُ أصحابِ الكِسّاءِ، كيفَ أبقى عاريًا دونَ وِقَا؟
..............
واعلموا أنّي حسينٌ، لم أزَلْ، مُذ أخذَ اللهُ عليكُمْ مَوثِقا،
سيِّدًا قد وجَبَتْ طاعتُهُ؛ آمرُ بالمعروفِ فيكٌمْ مُشفِقا
وإمامًا ، قائمًا أو قاعدًا : أنهى عَنِ المنكرِ، عدلاً صادقا
واعلموا أنّي وليُّ الخلقِ طُرًّا لم أقُلْهَا كاذبًا أو مارقا
واعلموا أنّي مِنَ "الأخيارِ" و"العالِينَ" عندَ اللهِ أعلى مرتقى
فعَلامَ جاءتْ الأعرابُ والأحزابُ بالجمعِ لقتلي؛ فَيلقا؟
هل وريثُ ابنِ أبي سفيانَ لمّا أنْ رأى الدنيا لهُ مُستوسقة،
خالني أصبو، وأعطي بيمينٍ؟ أوَ هَلْ مثلي يُوالي فاسقا؟
فوربِّ البَضعةِ الزهراءِ، إنّي جئتُ مِنْ أعلى البيوتِ السامقة
لم نزَلْ نأمرُ بالإحسانِ والعدلِ وهجرِ السيِّئاتِ الموبقة
نطعمُ القانعَ والمعترَّ، حبًّاً، ونجيرُ المستكينَ الفَرِقَا
لم تنجِّسْنا قريشٌ بِ "مَناةٍ" أو بِ "لاتٍ" أو رسومٍ نازِقَة
ها أنا راحلُ بالصُبحِ ... ألا، مَنْ شاءَ فليرحَلْ مَعِي مُلتحقا
..............
أنا ثأرُ اللهِ في كلِّ السماواتِ، وبالعرشِ ضريحٌ عُلِّقَا
ودَمَي قد سكَنَ الخلدَ، ليكسو الكونَ لونًا قرمزيًا غاسِقا –
وعلى الأرضِ، أنا الوِترُ الذي لمّا يُثنَّى سابقًا أو لاحقا
وأنا سِبط ٌ، شهيد ٌ، و ذبيحٌ رأسُهُ فوقَ سِنانٍ عُلّقا
..............
وأنا وارثُ أسرارَ النبوَّاتِ... أنا أقدسُ سِفرٍ مُزِّقَا
وأنا أعظمُ ذِبْحٍ وفداءٍ: لنفوسِ الأنبيا نفسي وِقَا
وأنا الموتورُ فَقْدا ً : عجِبَتْ مِنْ صبريَ الأملاكُ يومَ الضائقة
وأنا المظلومُ، لكنْ بقضاءِ اللهِ، سلَّمْتُ منيبًا واثِقا،
مطمئنَّا راضيًا : عُدْتُ إلى ربّيَ مشتاقًا إلى يومِ اللقا
..............
مَنْ تَلاني آية ًسوفَ يراني نبعَ ماءٍ بالفراتِ انبثقَا
ويرى في مذبحي وادي طُوًى بالشاطئِ الأيمنِ يسمُو أُفُقا
ويرى الأنجمَ: كلٌّ قدْ تَهاوى في بُروجِ الأرضِ يزهو ألَقا
(صُرَّعًا؛ صَلُّوا على التُّربِ، وهل يدرِكُ ما الوصلُ سوى مَنْ عَشِقَ؟
أم ترُى؛ هل يبلُغ الفتحَ سوى مَنْ بركابِ الشهداءِ اْلتحَقَا؟)
..............
ويرى جُرحيَ مِنْ جُرحَ عليٍّ: هو أصلٌ وابنُهُ قَدْ طابَقَه
ويرى ضلعَ ابنةِ المختارِ فوقَ التُّربِ مُذْ ضلعُ حسينٍ عانَقَه
ويرى قلبَ رسولِ اللهِ هونًا فوقِ أكتافِ المطايا وُثِّقا :
ما براهُ الطعنُ في الأجسادِ لمّا نالَ منّي سيفُ عبدِ الطُلَقا
إنّما أودىٰ بِهِ السهمُ الذي أشعلَ أطنابَ الخِبَا
فاحترقا