ألا ليتَ مِرآةً تُطارِحُني النَّجْوَى = وظلاً حميميًّا يُشاطرُني الشَّجْوَا أ يُوجدُ شيءٌ مِنْ جَوَى الحُزْنِ لا يُرى = وراءَ الدَّياجي ، كانَ بالصَّمْتِ مَكْسُوّا ؟ وهلْ غادرَ الدَّمْعُ السَّخِينُ مَحَلَّهُ = مِنَ المُقلةِ الدُّنيا إلى النَّجْمةِ القُصْوَى ؟ تُرَجْرِجُ (عاشوراءُ) مائي وطينتي = وتمنحُني مِنْ قلبِها (المنَّ والسَّلْوَى) لَبِسْتُ شِراعي ؛ حيثُ أبحرْتُ مُوقنًا = وخُضْتُ عُبابَ الرِّيحِ ، أفترعُ الجَدْوَى ولا يَهْدَأُ البَحَّارُ في عُمْقِ نَفْسِهِ = وإنْ صارَ ماءُ البحرِ في هَدْأةٍ رَهْوَا تراءَتْ لروحي (كربلاءُ ) بقُدْسِها = حقيقيَّةَ المعنى ، مجازيَّةَ المَهْوَى!! قَطَعْتُ لها الوُجْدَانَ في شَهْقَةِ النَّوَى = مسافةَ ما أهفو إلى مَطْمَحِي عَدْوَا فلمْ أَلْقَ فيها غيرَ ذاتٍ تجاوَزَتْ = حدودَ المعاني ، ما وَجَدْتُ لها صُنْوَا!! تَمُوجُ هُوِيَّاتٌ ، وأسألُ مَنْ أنا ؟ = وتمتزجُ الذَّاتُ امتزاجًا بمَنْ تَهْوَى أنا : العقلُ والقلبُ اللذانِ تَسَاقَيَا = وصارا معًا روحًا بأيقونةٍ نَشْوَى تَشَرَّبْتُ ألوانَ السَّمَاءِ بخاطِري = وآنَسْتُ إيقاعَ العُلا : الغيمَ والصَّحْوَا حملتُ اعتقادِي بينَ جنبيَّ شامخًا = كما حَمَلَ التاريخُ في صَدْرِهِ (رَضْوَى) ولي وطنٌ باسمِ ( الحسينِ ) سَكَنْتُهُ = تمدَّدَ فوقَ الدَّهْرِ ، واخترقَ الجَوَّا لَقَدْ بَصَمَتْ عينايَ فيهِ مَوَدَّةً = بألا أَرَى في غيرِهِ بالهوى مَثْوَى هو الوطنُ المخبُوءُ بينَ جوانِحِي = أعيشُ به عزًّا ، وأفنى بِهِ زَهْوَا توزَّعَ في كلِّ الأماكنِ ، لَمْ يَكُنْ = تُقَيِّدُهُ أرضٌ ، فَمَا أرفعَ الشَأْوَا !! وليسَ تُرَابًا ، ليسَ أطلالَ بُقْعَةٍ = ولكنَّهُ حُرِّيَّةُ المَنْهَلِ الأَرْوَى هُوَ الوَطَنُ / الإنسانُ دامَ بهاؤُهُ = وأطيافُ كلِّ العالمينَ بِهِ تُطْوَى تَخَيَّرْتُهُ مِنْ بينِ ألفِ هُوِيَّةٍ = أسامرُهُ عِشْقًا وأغرقُهُ شَدْوَا سلامٌ على الرُّزْءِ الذي يكتبُ السَّنَا = وطُوبى إلى مَنْ لَمْ يَكُنْ مَوْتُهُ مَحْوَا هنالكَ كانَ اللهُ في (الطفِّ) ، والهُدَى = وثَمَّةَ إبليسٌ ، وغاشِيَةُ الطَّغْوَى مُعَادَلَةُ (الفَتْحِ المُبينِ) تَكَوَّنَتْ = بحُرِّيَّةِ المَسْرَى ، وبَوصَلةِ التَّقْوَى تَشَظَّى سَلِيلُ الأنبياءِ زُجَاجَةً = إلهيَّةَ الأضواءِ ، كونيَّةَ الفَحْوَى وفي كُلِّ جُزْءٍ في الشَّظَايَا رِسالةٌ = إلى العَالَمِ المصنوعِ مِنْ آلةِ البَلْوَى إذا ما تخيَّلْتُ المآسِي دقيقةً = تهاوى خَيالي ، وارتمى رَسْمُهُ شِلْوَا إذا لمْ يَعِشْ فينا (الحسينُ) ، فما لنَا = سوى الذِّلِ ، يجترُّ المسافَةَ والخَطْوَا وهلْ مِنْ فَراغِ الوَهْمِ نُثْرِي سِلالَنَا = وإن عُطِّلَتْ بِئْرٌ ، فهلْ نَسْحَبُ الدَّلْوَا؟؟ وما (الطفُّ) إلا أَبْجَدِيَّةُ ثَوْرَةٍ = تَعَلَّمْتُ مِنْ أسرارِها الثَّرَّةِ النَّحْوَا تَجِدُّ مَعَ النُّورِ / الشهيدِ علاقتي = وعَنْ بُعْدِهِ لا أستطيعُ .. ولا أَقْوَى وأبكيهِ حتَّى خارجَ الحُزْنِ فَجْأَةً !! = وأسمى دموعِ النَّاسِ ما انْسَكَبَتْ عَفْوَا سأمتحنُ الدُّنْيَا برُمْحِ تَصَبُّرِي = وأجتازُ آلامي ، وعاصفةَ الشَّكْوَى وأفتحُ شُبَّاكًا يُطِلُّ على المَدَى = وأمْتَشِقُ الإشراقَ ، والدِّفْءَ ، والصَّفْوَا وأصحُو على صَوتِ الضميرِ مُدَوِيًّا = وأجمعُ أحلامي التي سَقَطَتْ سَهْوَا تضاريسُ أيَّامِي تُشَكِّلُها الرُّؤَى = ويمتدُّ لا زيفًا غَرَامي ولا لَغْوَا وما عُدْتُ أنعى الأمسَ سيلَ مواجعٍ = ولكنَّمَا أبني بشِعْرِي الغَدَ الحُلْوَا وحسبُ الهَوَى بابنِ السَّمَاءِ يَضَمُّنِي = يُهَيِّئُ لي في (سِدْرةِ المُنْتَهَى) مَأْوَى

Testing
عرض القصيدة