قلبي أبا الأحرارِ يخفقُ حانيًا شوقًا لقربِك
والعينُ تهملُ دمعَها هَطِلاً لذِكرِك
يا حاملاً روحَ العزيمةِ والإباءِ، فديتُ قلبَك
يا ساكنًا قلبَ الرسالةِ نورُها علِقٌ بنورِك
يا وارثًا ألقَ النبوّةِ روحُها جسدٌ بروحِك
يا ساطعًا باسمِ الإمامةِ عطرُها نظِرٌ بريحِك
يا مُبعِدًا رِجسَ الجهالةِ قرنُها كُسِرَت بصبرِك
يا منبَرًا للنورِ أحرارُ الورى حفّتْ بنورِك
أبمهجةٍ أفديكَ تاجَ مودّتي ؟
يا سيدًا ومبجّلاً..
عيني وأدمعُها ..
تُرقْرِقُ ذرفَها توقًا لقبرِك
والروحُ قدْ خرجَتْ مِنَ الحدثِ الفظيعِ
لحزِّ نحرِك
يا بنَ المطهرّةِ الزكيةِ فاطمٍ، أنعِمْ بذكرِك
وابنَ الهِزَبْرِ عليٍّ الكرارِ
مفخرِ هاشمٍ خُذْنِي بقربِك
وأخَ الكريمِ ابنِ الكريمِ، المجتبى
وأيُّ خلقٍ في الورى قد ضمَّهُ
صدرُ النبوّةِ في الكساءِ، سواكُمُ؟
يا مهبطَ التنزيلِ والتأويلِ
والدينِ المُتَمّمِ .. أكملَ الأديانَ جدُّك
يا غايةَ الأحرارِ، يا درسَ الإباءِ
ومنتهى رمزِ الفداءِ،
ومقتدى عدلِ العدالةِ
رمزَ ميزانِ السماءِ
ألِجنّةٍ أسعّى بقربِك زائرًا يا سيّدي؟؟
روحي وروحُ بنيَّ مُرْخَصَةٌ لفديِك
أم دوحةُ الأحرارِ غايةُ مقصدي؟
أم مسلكُ الساعينَ للعليا..
لدربٍ خطَّهُ لكَ حيدرٌ مِنْ بعدِ جدِّك؟
خدّي، أبا الأحرارِ، أعفُرُ دِفئَهُ بغبارِ تربِك..
سهمٌ أصابَ مقدّمَ الجسمِ المطهَّرِ
ليتَهُ أفرى حُشاشَةَ مهجتي، وأنا بقربِك
سيّدي..
ليتَ المثلّثَ قد تمطّى واستقرَّ بأضلعي
درءًا لقلبِك
وأبو الحتوفِ، ليتَ ناظرَهُ اشرأَبَّ لفضخِ رأسي قبلَ رأسِك
وليتَ شمرًا يومَها قَدْ حزَّ نحريَ قبلَ نحرِك
وطِئَتْ سنابِكُ خيلِهِمْ أضلاعَ صدرِك،
ويحَ نفسي .. حرَّقَتْها آهةُ الأحزانِ للخطبِ العظيمِ لوطءِ صدرِك
ليتَ ابنَ سعدٍ والخيولَ العادياتِ
رَضَضْنَ صدريَ قبلَ صدرِك
يا سيّدي،
قتلٌ على البوغاءِ للنجباءِ والأحرارِ دربُك
هيهاتَ أن يُذِلَّكَ ظالموكَ، وكيفَ ذاكَ
وقَدْ مَلَأتَ الخافقينِ، بقولِكَ الباقي
بهيهاتِ المذلةِ ترتقي لحياضِ طُهرِك؟
لم تستَكِنْ للظالمينَ، ولم تَهُنْ،
كلا وكلا قُلْتَها.. للهِ درُّك
قد ساقَها مِنْ قبلُ جدُّكَ مُنبِئًا
قولَ السماءِ
بأنَّ شأنَكَ
دربُكَ العلياءُ
ذكرُكَ سرمديٌّ
مُرتَقًى في صحبةِ
الشهداءِ والأحرارِ
أنتَ وِسامُها، وسنامُها
فإليكَ، مبلغَ غايةِ العظماءِ
يا سُفُنَ النجاةِ
... إليكَ وحدَك.