تباركَ تربُكَ في كلِّ حين = وخرَّ لهُ منسكُ العابدين أبَى اللهُ إلا لودِّكَ فرضًا = وشأنِكَ قُربًا على العالمين أيا مَنْ روَى مِنْ دِماهُ الوَرَى= بأعذَبَ مِنْ كلِّ ماءٍ مَعين عليكَ السلامُ الذي لا يزولُ = أحاطَ بقبرِكَ ماءً وطين وكلُّ الخلايا عبيدَكَ صارَتْ = فكلُّكَ دينٌ وكُلِّي مَدِين إذا سارَ بي سائقُ الأمنياتِ = بذاتِ شمالٍ وذاتِ يمين لما اخترْتُ إلا جِنانَكَ خلدًا = فإنَّ سراطَكَ حقٌّ مُبِين بلَوْتُ البَلايا بصبرِكَ جلدًا = وأجزعْتُهَا مِنْ ثباتِ يقين فراحَتْ بدمعِ اليتامى تلوذُ= وصارَتْ بأنَّاتِها تستعين فمدمعُها المُزْنُ إنْ أمطَرَتْ= تبُلُّ بها قاحلاتِ السنين وحافرُ خيلِكَ يحرثُها = ليورقَ في قلبنِا الياسمين أخالُكَ حينَ تبثُّ النداءَ: = أمِنْ ناصرٍ في الورى أو مُعِين؟ تفجّرُ في عنفوانِ اللحودِ = وتنفثُ في نبضِ كلِّ جنين فتنفخُ روحًا بأجداثِها = وتبعثُ كلَّ ضميرٍ دَفين فيا نافخَ الصُّورِ رفقًا أراكَ= تسافرُ في لحظاتِ الحنين وتطوي صُرُوفَ المماتِ البئيسِ = بصفحةِ أنصارِكَ الخالدين أراكَ تشدُّ الدموعَ سبايا = ويوثقُها منكَ حبلٌ متين تجلَّتْ مواعظُكَ المحكَماتُ= فذا أبكمٌ أفصحُ الناطقين تفصّلُ في صفحاتِ الخلودِ = ويوجزُ قولُكَ حزَّ الوتين فَمِنْ نادبٍ يستحثُّ الزمانَ= ونادبةٍ: يا لثارِ الحسين