يا ساحلَ الجرحِ هذا الرفضُ كيفَ رسَى = وكيفَ عاشَ وملءُ الحقِّ طعنُ أسى؟ وكيفَ لم يغشَهُ موجٌ بهائجِهِ = وموجُ تيّارِهِ الدامي بهِ ارتمسا؟ وما على مثلِهِ أنْ يستكينَ لها = مروّضُ الحربِ فرسانًا ومفترسا وإنَّ رقْبَتَهُ والسّيفَ مِنْ أزلٍ = ليلى وقيسٌ..ولكنَّ الغرامَ قسا سبعونَ هولاً وسبعٌ فوقَ سبعتِها = هُدّتْ عليهِ فهدَّ الكونَ وانبجسا مزلزلاتٍ وما زُلَّتْ لهُ قدمٌ = وخانقاتٍ ولم تقطَعْ لهُ نفَسا ولم يبالِ بمَا بالتْ بهِ أممٌ = بادَتْ فبادَ بها الإصرارُ وانطمسا أشدُّ ما كانَ يسعى أنْ يواجهَهُ = الخالسانِ؛ الردى والموتُ إنْ خلسا أوجاعُهُ لمْ تكُنْ حلاً يثوِّرُها = للنصرِ .. فاستنفرَ الآجالَ واحترسا أكفانُهُ حمَّرَتْها الشمسُ فاشتعَلَتْ = فيها المنايا..كَلَيْلٍ أرشدَ القبسا جفّتْ أمانيُه الخَجْلى بأعيُنِهِ = وظلَّ إحساسُهُ العذريُّ محتبِسا أقسى مرامِيهِ أنْ يمتدَّهُ وطنٌ = يعيشُ ضحكتَهُ حتّى وإنْ عبَسا على تباشيرِهِ تشدو مزقزقةً = أحلامُه البِكرُ .. فافْتُضَّتْ بِهِ غَلَسا ما شاطرَ المجدُ حظًّا مرديًا نحسًا = إذَنْ لأرْدَاهُ دونَ الرَّوْعِ وانتكسا وإنَّ شاهقةَ الأرواحِ ليسَ لها = مِنَ العروجِ سوى ما تبلغُ القُدُسا وإنَّ وارفةَ الاوطانِ قائمةٌ = على دوارِسِها فاستنطِقِ الرَّمسا وليسَ مسترخصُ الأقدارِ يدركُها = إنْ كانَ مستدركُ الأعمارِ قد شرسا ما قارعَ السلطةَ الحمراءَ خانعُها = وهدَّ أركانَها السوداءَ مَنْ جلسا ولا تغنَّى بنفسٍ عزَّ مرتعُها = يستشعرُ الذلَّ مَنْ يسشعرُ الوجسا وأيُّ مرتَفَعٍ تهوي الأصولُ بِهِ = مَنْ يَحكمُ الأسَّ قد لا يُحكمُ الأسسا عصا البطولةِ إنْ تُلقَ ستلقِفُ ما = قدْ يصنعونَ لها والليلَ والعسسا تشقُّ بحرَ الدُّجى برًّا لعابرِهِ = لضفَّةِ النورِ حيثُ الخيرُ ما التمسا أما رأيتَ حسينَ اللهِ فاضَ إبًا = في منحرِ العزِّ حتّى أغرقَ اليَبَسا للطفِّ رَوحٌ تَنَاهَى سرُّها شغفًا = مَنْ مَسَّها هَانَ في عينيهِ مَنْ لمسا وضوعُ عرفانِها الزاكي استطابَ بهِ = وعيٌ.. فباحَ بِهِ عشَّاقُهُ همسا فشدَّ شاردَها الأحرارُ في دَمِهِ = أنَّى يولّي سيرجعُ مرغمًا يأسا ولمْ يخلِّ لطهرٍ عذرَ واعيةٍ = وأباحَ واهيةَ الدّنيا لمَنْ دنسا وقفًا على كبرياءِ الطفِّ أعينُهُ = عينًا لمَنْ جدَّ والأخرى لمَنْ قعسا مستكرهًا عِصَمَ الأخطارِ في رهطٍ = ما استعصموا دونَهُ نفْسًا ولا نَفِسا الباذلينَ لفرطِ الموتِ موتَهُمُ = حتّى بكى وبكَوْا والموتُ قَدْ أنسا هم فتيةٌ آمنوا أنَّ الحسينَ هدًى = فلم يزِدْهُمْ على استشهادِهِمْ هَوَسا أولاءِ مَنْ غَرسوا أرواحَهم أثرًا = فاستمطَرُوا النصرَ حتّى فيهِمُ غُرِسا إنَّ المروءاتِ تستعري مروءتَها = في ساعةِ الصفرِ...لكنَّ الحسينَ كَسَا وما تجابِهُهُ سُودُ الجباهِ سوى = مَنْ رقَّعَ العارُ فيها الخزيَ والتَّعسا أو قصَّرَتْ عنْهُ إلا مِنْ مقاصرِها = في الدينِ واللبسِ .. صارَ الدينُ ملتبسا إنَّ النبوءاتِ أحلامٌ مؤوَّلَةٌ = في كربلاءَ على قتلٍ وسبيِ نِسَا دُرْنَا الفصولَ ودارَتْ في نوائبِنا = إلا الربيعَ عسى أنْ نستريحَ .. عسى والفجرُ يرسمُ خيطًا مِنْ أناملِهِ ال=بيضاءِ للشمسِ حتّى تنسجَ العرسا يا عشبةَ الخلدِ هذا الرفضُ تمنحُهُ = سرًّا عصيًّا على الأقدارِ ما حلسا يا سادنَ الدمِّ .. هذا مُنْتَهى وجَعِي = إنْ يخرسِ الجرحُ هذا الدمُّ ما خرسا

Testing
عرض القصيدة