هذي جنائزُ أحرفي تتكلَّمُ=وتحدِّثُ الأكوانَ عمّا يؤلمُ هل في القوافي قوّةٌ وتصبّرٌ=هذي المشاعرُ بالرزايا تُزحَمُ فتفّجرتْ مِنْ نينوى آلامُها=في لوحةٍ للحزنِ دمعي يرسمُ فلتركَعِي يا ذي الحروفُ وتسجدي=وتهيّئي منْ أجلِ نثرِ رثائي *** هذا كتابُ محرّمٍ عرضَ الأسى= صفحاتُهُ بجراحِ حزنٍ تفجعُ وتعانقَتْ أرزاءُ ماضي كربلا=باتَْت تئنُّ بها الدهورُ وتسمعُ هلاّ ترى لججَ الظلامِ وقد نَعَتْ= خطبًا مِنَ الشجوِ يعجُّ ويدمعُ فاجري دموعَ العينِ حزنًا واشعلي=قلبي بأهاتي ونارِ بكائي *** وتصافَحَتْ تلكَ الهمومُ بمرقدي=بعظيمِ أشجانٍ مدى اﻷزمانِ قنديلُ حزني هائجٌ مِنْ أدمعي= يكوي الفؤادَ بنارِ ذي الفقدانِ ناديتُ كلَّ أحبتي مِنْ بعدِ ما= نامُوا بأرضِ الطفِّ بالتربانِ ولذكرياتِ الطفِّ تحرقُ أحرفي= وتُهيِّجُ الآلامُ حزنَ ولائي *** تحكي اللواعجَ والرزايا زينبُ=وتعاتبُ العباسَ: أينَ لواكا؟ يا كافلي ساقِي عطاشَى كربلا= لِمَ ذا الرحيلُ فمدمعي ينعاكا؟ لم يبقَ لي مَنْ يحمِني يا كافلي= مذ غِبْتَ قدْ غابَ الأمانُ وراكا مازالَ في القلبِ وملءِ حشاشتي= جمرٌ مِنَ الأشجانِ والأرزاءِ مسجورةً قلبًا أنادي يا أخي= كيفَ الوداعُ وأنتَ نورُ حياتي؟ أضحيتُ أنعي طيفَهُ وأناجي= باتَ الفؤادُ محرَّقًا بشتاتي هذي رزايا بخاطري مكتومةٌ= وتزيد هذا الصدرَ باﻵهاتِ في ظلمةِ اﻷحلاكِ أرثي طيفَهُ= أرَحَلْتَ عنِّي سلوتي وعزائي؟ هذي سياطُ أميّةٍ قد أوجعَتْ= أمَّ المصائبِ آلمتْهَا مرارا لم تشفَ أوجاعُ الفؤادِ بنينوى= للشامِ تُسبَى تُطلِقُ الأسرارا آلافُ آهاتٍ لكِ يا زينبُ= أيُّ الرزايا فجَّرَتْ أكدارا؟ قولي لهذا الدهرِ صبرُكِ شامخٌ= عظُمَ البلاءُ بسيِّدِ الشهداءِ *** عذري لسلطانِ القلوبِ لحيرتي= قد جفَّ نهرُ اللفظِ باستحياءِ ماذا أقولُ وعشقُ روحي كربلا= فلهيبُ قلبي موقدٌ بعزائي إذْ كُلُّ حرفٍ عاشقٌ لكَ سيّدي = يا نورَ قافيتي وفيكَ رجائي وبقيتُ منحنيًا بكلِّ جوارحي= أنا للحسينِ بكلِّ نبضِ ولائي