قَتَلُوكَ فَاخْضَرَّتْ وَكَانَتْ مُجْدِبَةْ = سُبْحَانَ مَنْ بَذَرَ الهَوَى فِي الأَتْرِبَةْ سُبْحَانَ مَنْ رَسَمَ الخُلُوْدَ بِقَطْرَةٍ = نَبَضَتْ بِعُرْقِ الطَّفِّ تُحْيي سَبْسَبَهْ يَا غَيْثُ لَبَّيْتَ السَّمَاءَ، فَأَمْطَرَتْ = كَ عَلَى النُّفُوْسِ الذَّابِلَاتِ المُتْعَبَةْ فَغَدَوْتَ تَحْرِثُ بِالجِرَاحِ جِرَاحَهَا = طَبَّبْتَهَا، وَالنَّحْرُ قُلْ مَنْ طَبَّبَهْ !؟ كُنَّا هُنَاكَ، وَلَمْ نَكُنْ فِي حِيْنِهَا = لمَّا رَأَيْنَا الليْلَ يُمْطِرُ غَيْهَبَهْ يَسْتَلُّ مِنْ أَحْقَادِهِ نَابَ الغِوَا = يَةِ يَطْعَنُ النُّوْرَ البَهِيِّ لِيَسْلُبَهْ وَهُنَاكَ كُنَّا حَيْثُ كَانَ النُّوْرُ إِنْ = سَانًا وَوَحْشُ الليْلِ يَغْرِسُ مَخْلَبَهْ كُنَّا التُّرَابَ بِلَا حَيَاةٍ، رُوْحُنَا = كَانَتْ بِمِحْرَاثِ الحُسَيْنِ مُغَيَّبَةْ كُنَّا هُنَاكَ لِذَا كَفَرْنَا بِالرُّوَا = ةِ، وَقَوْلُهُمْ فِي مَوْتِهِ مَا أَكْذَبَهْ قَالُوا: بِأَنَّ اللَّيْلَ يَغْتَالُ الضِّيَا = ءَ مُمَزِّقًا أَثْوَابَهُ لِيُعَذِّبَهْ وَبِأَنَّهُ نَشَرَ الظَّلَامَ وَلَمْ يَعُدْ = لِلنُّورِ رُوْحًا بَل غَدَا ( ذَا مَتْرَبَةْ ) وَبِأَنَّ إِنْسَانَ التُّرَابِ عَلَى انْسِكَا = بِ الضَّوْءِ لَنْ يَحْيَا حَيَاةً طَيِّبَةْ قَالُوا وَلَمَّا أَنْ عَرَتْ أقْلَامُهُمْ = وَتَكَشَّفَتْ لاحَتْ بِصُوْرَةِ عَقْرَبَةْ كُنَّا سُؤالًا حَائِرًا فِي صَفْحَةِ ال = طَّفِّ يُفَتِّشُ عَنْ بَقَايَا الأَجْوِبَةْ مَنْ قَدْ ( هَوَى ) فَوْقَ الثَّرَى ؟ مَنْ قَدْ (تَدَ = لَّى) ؟ مَنْ ( سَمَا) ؟ مَنْ نَالَ ( أَعْلَى ) مَرْتَبَةْ مَنْ قَدْ رَوَى الظَّمَأَ الَّذِي مِنْهُ ظَمَى ؟ = مَنْ قَدْ تَوَرَّدَ وَالثَّرَى ( ذَا مَسْغَبَةْ ) !؟ مَنْ عَلَّلَ الدِّينَ الحَنِيْفَ بِقَلْبِهِ ؟ = وَالدِّيْنُ مَنْ أَعْيَاهُ ؟ مَنْ قَدْ أَثْلَبَهْ ؟ كُنَّا وَكَانَ سُؤالُنَا يَطْوِي المَدَى = حَتَّى وَقَفْنَا ... مَنْظَرًا مَا أَعْجَبَهْ ! الشَّمْسُ تَحْتَضِنُ الثَّرَى مُحْمَرَّةً = وَالوَقْتُ لَيْلٌ ! وَالنُّجُوْمُ مُتَرَّبَهْ وَالغَيْثُ هَتَّانٌ مِنَ الشَّمْسِ، وَهَ = تَّانٌ عَلَى الشَّمْسِ بِغَيْمَةِ زَيْنَبَهْ وَالتُّرْبَةُ الحَمْرَاءُ غَشَّاهَا النَّجِيْ = عُ، وِلادَةٌ أُخْرَى لِبِكْرٍ ثَيِّبَهْ وَالليْلُ فِي حضنِ المَمَاتِ، يُصعدُ ال = نَّفَسَ الأَخِيْرَ، وَمَوْتُهُ مَا أَقْرَبَهْ وَالنُّورُ يُوْلَدُ مِنْ جَدِيْدٍ بِانْبِلَا = جِ الشَّمْسِ مِنْ فَوْقَ القَنَاةِ مُخَضَّبَةْ كُنَّا هُنَاكَ فَأَبْصَرَتْ أَرْوَاحُنَا = جَسَدًا، لِأَجْلِ الحُبِّ أَمْطَرَ هَيْدَبَهْ فَتَنَفَّسَ القَفْرُ البَوَارُ نَجِيْعَهُ = وَأْخْضَرَّ تُرْبٌ بِالمَدَامِعِ قَلَّبَهْ وَتَكَوَّرَتْ طَفُّ الجِرَاحِ بِكَفِّهِ = بَذَرَ الهَوَى، وَالأَرْضُ كَانَتْ مُوْصَبَةْ نَفَخَ الحَيَاةَ بِتُرْبِهَا فَكَأَنَّهُ = عِيْسَى بِكَفَّيْهِ يُمَارِسُ مَذْهَبَهْ مِحْرَاثُهُ النَّحْرُ وَقَلْبُهُ بَذْرَةٌ = كُلُّ الجِرَاحِ بِنَزْفِهِ مُعْشَوْشِبَةْ

Testing
عرض القصيدة