ناداهُمُ القدَرُ الأليم
فودّعُونا راحلينَ إلى الصريم
تركوا المتاع
تركوا النديم
وتسربلُوا الكفنَ القديم
ورأيتُ ذاكَ القبرَ أصبحَ أيدةً
والسُّحْبُ مِنْ تحتِ الأديم
فلجمتُ غطرسةَ الأنا
وكسرتُ في نفسي
إنسانًا لئيم
سيفٌ مضى على الحسينِ حرارةً
ليكلِّمَ القلبَ الكليم
مِنْ حولِهِ الأقمارُ تزهو طاعةً
وكأنّهُمْ صحبُ الرقيم
ما حادوا عَنْ سبطِ الرسولِ ذريرةً
لأنّه القطبُ العظيم
المجدُ مُمتدٌّ على آثارِهم
وسناهُمُ بينَ المدينةِ والحطيم
ومجندلينَ على الثرى قتلى
وحزّوا رأسَ شيطانٍ رجيم
حبيبٌ مضى
هل أبكيهِ؟
أم أبكي بعدَهُ عيشتي بينَ الجحيم؟!
إنَّ الحياةَ قصيرةٌ
الموتُ يختمُها
فلا يدومُ الشقاءُ ولا النعيم
وأحبةٌ سبقوكَ وأنتَ على الأثر
فلا تعِْش عيشَ البهيم
وكُْن لذاتِكْ قاضيًا
كيلا تهونَ
واجعلْها في الدينِ الخصيم
وإذا رأيتَ للصديقِ معابةً
عنهُ انصرِفْ
وتجنَبِ الخُلُقَ الذَّمِيم
دنياكَ متنُ روايةً عندَ الورى
فاحفُْر شموخَكَ في الصميم
وإذا أردتَ في المعيشِ حضارةً
فالزمْ عليًّا
إنّهُ النبأُ العظيم
دربُ الكمالِ محمدٌ
صلُّوا عليهِ وآلِهِ
فَُهمُ الصراطُ المستقيم