ألا يا صِحَابي تعالوا هناكَ = نحطُّ الرحالَ بشطِّ المياه إلى حيثُ نعرجُ مِنْ كربلاءَ = لنسمو خشوعًا بتلكَ الصلاة تدرّجْتُ في الفكِر كي أستفيقَ = مِنَ الطينِ نحوَ عنانِ السماء حَدَدْتُ البصيرةَ باسمِ الترابِ = فلم أستطِعْ فهمَ ذاكَ الإباء أريدُ انعتاقًا وجسمي بليدٌ = وسمعي ثقيلٌ لذاكَ النداء نداءٌ قريبٌ أتى مِنْ بعيدٍ = عصيٌّ على الفهمِ أمرُ السماء تأمّلتُ في مَنْ حباهُ الإلهُ = بأغلى النفوسِ وأعلى الجباه ومَنْ حولَهُ مثلُ تلكَ العيالِ = جنانُ الخلودِ بغيرِ اشتباه ومَنْ إبنُهُ كانَ زينَ العبادِ = فماذا يريدُ سوى أنْ يراه؟ بلى وابنُ ليلى شبيهُ البشيرِ = سيتلو الزمانُ بريقَ صباه ومَنْ أختُهُ زينبٌ في الأنامِ = ألا يطمئنُّ لأرضي رضاه؟ فإنْ قيلَ لو لم يثُرْ يستباحُ = فأينَ المراغمُ أرضُ الإله؟ وأينَ الجبالُ وأينَ البحارُ؟ = وأينَ السياسةُ عندَ الدواه؟ وما المالُ عندَ الحسينِ عزيزٌ =هو المالئُ الكونِ مالاً وجاه بلى لو أرادَ السبيلَ استطاعَ فكيفَ بعبدٍ وربٍّ كفَاه؟ وما كانَ نصرٌ عصيًّا عليهِ بلى لو أرادَ استطاعَتْ يداه أعدْتُ البصيرةَ نحوَ السماءِ = إذا بالفؤادِ الكسيرِ مضاء إلهي حنانَيْكَ ، فكري سقيمٌ = مصابٌ بغيرِ اعتلالٍ أتاه إذا جالَ بحثًا بأرضِ الطفوفِ = جثا مِنْ ذهولٍ أطاحَ الشِّفاه تحيَّرْتُ في تضحياتِ الحسينِ = إذا زارَها الفكرُ خارَتْ قِواه حملْتُ سؤالي كطفلٍ صغيرٍ = بعشقٍ أرادَ اكتشافَ الخفاء إلهي بماذا يضحّي الحسينُ؟ = وهيهاتَ يعلمُ ذاكَ سِوَاه رأيتُ الولايةَ فصلَ الخطابِ = وسرَّ الجوابِ لدى الأولياء ألا تفهمُ الحبَّ عندَ الحسينِ؟ = وأنَّى لكَ الفهمُ دونَ هداه؟ عرجْتُ بعشقي لعشقِ الحسينِ = فلم أعرِفِ العشقَ عندَ سِوَاه وإنَّ الجداولَ تُضْحِي فناءً = إذا مسَّتِ البحرَ في مُلْتَقَاه وإنْ تسألِ الطُّهْرَ يأتي الجوابُ = يقينًا بمَا شاءَ ربِّي أشاء بروحٍ كريمٍ ورهطٍ عظيمٍ = بقتلٍ وسبيٍ لآلِ الإله ! عشقْتُ الإلهَ فلن أستكينَ =بطرفةِ عينٍ بِلا أنْ أراه بكلِّ وجودي ومّا قدْ وَلاه = ولو كانَ عندِي مزيدٌ فِدَاه حسينٌ ولمَّا أرى ما تكونُ = رأيتُكَ في الكونِ أنتَ البقاء