غيمةٌ من نسلِ (هابيلَ) تسحُّ الحزنَ للأعلى فتذوي سدرةٌ عندَ السماءِ السابعهْ صرخةُ الأرضِ تصلّي ضارعهْ لم تعُدْ يا ربُّ للموتى تُخُومي جائعهْ ينفضُ الوقتُ غبارَ الموتِ.. والنارُ احتفاءُ (الشمرِ) في طَقسٍ جنونيٍّ ليرضي جوعَ تشرينَ بإحراقِ الورودْ مظلمٌ هذا النهارْ ميّتٌ هذا النهارْ جئتُ ذئبُ الموتِ يعوي في النواويسِ فيرتدُّ الصدى في كربلاءْ خاشعٌ حتّى صليلُ السيفِ في صمتِ الدماءْ جئتُ لا صوتُكَ يرتدُّ بأعماقيَ زلزالاً ولا وجهُكَ يسقيني ضياءْ جئتُ لا عباسُ لا أكبرُ لا قاسمُ لا شيءَ سوى سبعينَ شمسًا تشعلُ الكونَ شتاءْ لا ورودٌ لا نخيلٌ لا هواءْ لم يقُلْ لي سيّدُ الماءِ (عليٌّ) أنَّ في يومِكَ ينقضُّ نعاسُ القارعهْ جئتُ كالرعدِ، بكفّي مِديَتي وأراجيزُ اللهبْ جئتُ و(الأزدُ) شظايا ثورتي ولها الجندُ حطبْ ماردُ الرعبِ هنا في بُردتي والمنايا والغضبْ *** وانحنى النخلُ على خاصرةِ الأرضِ يصلّي واحتفى السعدانُ والشوكُ بأيّامِ الجفافْ وأنا والخيلُ والسيفُ على مصرعِكَ الغائمِ بالصّمتِ ظِماءٌ ومحيّاكَ ضفافْ شدَّ يا خيلُ على أسطورةِ الجيشِ الذي لا يرهبُ الموتَ وحطِّمْ صنمَ الزيفِ وأشباهَ الدُّمى واتَّخِذْ يا سيفُ مِنْ أعناقِهِمْ بَوْصَلَةَ الخوفِ.. وحطِّمْ أعظمًا واحتفِلْ بالنَّصْلِ مأمومًا يصلّي كلّما أمَّ سِربَ الموتِ نزفٌ ورعافْ وأنا لي موعدٌ في حفلةِ الموتِ معَ الجندِ معَ الأسيافِ والأرماحِ إنّي في زفافْ ولذا لستُ أخافْ *** سيدي عدتُ أنا (الهفهافُ) لم أخلف مواعيد الفناء الحلو بعد الألف والنيف على ذاتِ العراصْ عدتُ في قلبي تنينٌ من الشوق وفي جيبي رصاصْ كي أصلي بجموع المتعبين اليوم فرضَ النصر في عيد الخلاصْ *** أرقبُ الساعة من ذاكرتي = وبقلبي أمنيات السنبلهْ فمتى يا قلب أنسى كبوتي =وأغني في صلاة الزلزلهْ يا حسين الدمعُ بذر الفكرةِ =وهو زيتٌ لفتيل القنبلهْ سحّهُ الجفنُ لأروي غلتي = ولكي أضحك عند المقصلهْ يضحك الجلاد، هذي جثتي =وهو لا يعلمُ أن الموتَ له قدري الثأرُ، وهذي مديتي = سوف أحيا ثورةً كي أقتلهْ