أسَفِي عليكَ مضرَّجًا بدماكَ=يا ليتَني والعالمينَ فِداكا أينامُ جفني والحسينُ مجدّلٌ=يُبكي على جثمانِهِ الأفلاكا تركوكَ مطروحًا على حرِّ الثرى=يبغونَ منكَ إلى الوحوشِ شِراكا حجَّتْ وحوشُ البرِّ حولَكَ طوَّفًا =وتهاوَتِ الأطيارُ في عَلياكا أرواحُها تسفو الرياحَ بلهفةٍ =متسابقاتٍ تبتغي أجواكا ونجومُ آفاقِ السماءِ تناثَرَتْ=مِنْ أفقِها وتتابعَتْ بِمَدَاكا وتهافَتَ الأعرابُ نحوَ أميّةٍ = وتناسَوُا الحمقى عظيمَ هُدَاكا فأقولُ يا مَنْ ظنَُّك تبقى فهل =تُنْبِينِي عَنْ مَنْ ذا الذي أنباكا أنَّ الحياةَ بقتلِ سبطِ محمّدٍ=فاخسَأْ برزئِكَ لنْ تنالَ مُنَاكا يا سيَدي تبقى منارًا للهدى =رغمَ الرحيلِ ولو حَواكَ ثَراكا يا رايةَ الأحرارِ تخفقُ في العُلا =يا صرخةَ الملهوفِ لنْ ننساكا تبقى إمامي الآهُ في شعرِ الجوى=ترنيمةُ العشاقِ خفقُ لواكا وحروفُ إسمك سيَدي منقوشةٌ = في كلِّ قلبٍ سيّدي سكناكا بأبي صريعًا ظلَّ يرهبُ جحفلاً =وبطرفِهِ القتَّالِ صاغَ هَلاكا فإذا تقدَّمَ مِنْهُمُ باغٍ بدا = طرْفُ الحسينِ فزادَهم إرباكا فإذا بشمرٍ خارقًا طوقَ الهدى = متربِّعًا فوقَ الهُدَى أفّاكا وبسيفِهِ المشئومِ حزَّ وريدَهُ =جعلوا دمًا لمحمَّدٍ مسفوكا وعلى القناةِ عَلَتْ حُشاشَةُ أحمدٍ = مِنْ أمّةٍ عبدُوا الهوى إشراكا وأغاظَهُم صدرٌ حوى علمَ التقى =بحلوقِهم نظرُوا بِهِ الأشواكا فإذا بجاريةِ العدى بسنابِكٍ=صاغُوا مِنَ الصدرِ الشريفِ سلوكا يا مُلهَبَ الأحداثِ رفقًا إنّها =في الطفِّ زينبُ لا تحثُّ خطاكا لا تفجِعِ القلبَ الكليمَ فإنَّها =حملَتْ مِنَ الآلامِ حملَ ذراكا شرفٌ على تلٍّ تديرُ بصبرِها =فلكًا تلاطمَهُ عريمُ جفاكا هي َ إذْ تَرى قرآنَ ربّي مرمّلاً =قدْ مُزِّقَتْ صفحاتُهُ بِثَرَاكا وتناثَرَتْ آياتُهُ نزفًا على =حبّاتِ رملِكَ والدماءُ سفاكا يا صاحِ إنْ لمْ تَبْكِهِ بمدامعٍ =إنْ كنتَ ترجو رحمةً فتباكَ يا سيّدي تبكي عليكَ محاجري =بدمٍ سكيبٍ سيّدي تنعاكا وبكَتْ عليكَ محاجرُ الكونِ الذي =إذ لم تكنْ يا سيّدي لولاكا عجبًا لأرضٍ أنتَ سيّدُ أهلِها =ترضى بأنْ تجري عليها دماكا