أسِحْرُ الجِنِّ أم سَحَرُ الجِنانِ=تنزّلَ في خيالِ ( فَرشْجيانِ ) فقامَ بريشةِ الإبداعِ يَجْني=سُليمانًا وسَخّرَ كُلَّ جانِ وجالَ ممالِكَ الآفاقِ دهرًا=على فرَسِ الجَمالِ بلا عِنانِ أتى وعجائبُ الأكوانِ سبعٌ=فصيَّرَها عجائبَ مِنْ ثَمانِ وجلّى للعيونِ سَنا ضريحٍ=يبزُّ الشمسَ فيهِ العسجدانِ كأنَّ السِّبطَ قد أوحاهُ وحيًا=وماذا بعدَ وحيِ العُنفوانِ تلألأَ، لا أُبالغُ فيهِ وصْفًا:=توضَّأَ في سناهُ الفرقدانِ ولولا حُسْنُهُ ما كُنتُ أدري=بأنَّ الحُسْنَ تلمسُهُ اليَدانِ تُعلِّمُني الزخارفُ فيهِ درْسًا:=خيوطُ الضوءِ تُضْفَرُ بالبَنانِ ومفهومُ الجَمالِ إذا تبدّى=ضريحُ السِّبطِ يبدو للعِيانِ يُزيِّنُهُ الشموخُ وما رأينا=شموخًا قد تمازجَ في جُمانِ فسبحانَ المُقسِّمِ فيهِ حُسناً=توزَّعَ في المبانِي والمعانِي فهذا للعيونِ تتيهُ فيهِ=وذاكَ يتيهُ فيهِ الأصغرانِ أجيءُ إليه نبعًا من معانٍ=إذا ما غابَ معنىً جاءَ ثاني بربِّكَ هل رأيتَ الدهرَ – كهْفًا=وتقصدُهُ المَعاني والمُعاني فكُفَّا لائِمَيَّ فلو علمتُمْ=حقيقةَ ما أراهُ ستعذُراني ضريحٌ بلْ غديرٌ مِنْ عطايا=وناختْ عندَهُ إبلُ الأماني أمدُّ إليهِ كفَّيَّ احتياجًا=فيغترفانِ مِمَّا يَرجُوانِ وتحضنُهُ القلوبُ شَغافَ حُبٍّ=فتلمسُ فيهِ خدَّ الأُقحوانِ وتأتيهِ النفوسُ ترومُ أمْنًا=فتحظى فيهِ بحرًا مِنْ أمانِ فماذا قَدْ يصوِّرُ منهُ شِعري=وماذا قَدْ يُترجِمُهُ بياني ولستُ فرزدقًا لأُجيدَ فخرًا=ولا في دقّةِ الوصفِ ابنُ هاني فإنْ لم يكفِنِي شِعري بوصفٍ=فصدقي في مَحبَّتِهِ كفاني