تناول الامامُ منه حبه= وبعدها لبى بشوقٍ ربه فزلزلَ الكونُ وركنُ الدينِ= وقد هوت دعائمُ اليقينِ هذا الرضا في بيته مُسجّى= ليس له أيُ دواءٍ يُرجى السُمُ في احشائه يقطعُ= لكنه محوقلٌ مسترجعُ وأظهر المأمون كل الجزعِ= ثم دعى لدفنه في موضعِ جنبَ أبيه الهالك المدفونِ= قاتلِ موسى الصبر في السجونِ لا ينفعُ الرجسَ اقترابُ الطهرِ= منه ولا يضرّهُ بشّرِ فالكلُ في اعمالهِ مقرونُ= ما يبغي من رب الرضا هارونُ وهكذا ضجّتْ بلادُ طوسِ= تضربُ بالوجوه والرؤوسِ ثلاثةً ظلّ الحدادُ قائما= والكلُ ظلّ باكياً وناقما (1) قال ابو الصلت رايتُ طفلاً= غسلهُ كفنهُ وصلى فقلت مَن ؟ قال : أنا الجوادُ= قد جئت حين قد هوى العمادُ وباتت الشيعة في عناءِ= مذ غاب عنها قمرُ السماءِ ولم تزل تربتهُ منيفه= بقبة سامية شريفه تقصدها الزوار للدعاءِ= وكشف ما بها من الضراءِ قال ابن بطوطة حين مرّا= رايتُ فيها كم مريضٍ يبرا ولم تزل للعلمِ ولأدابِ= منابعاً تجودُ للطلابِ الف سلامٍ لفتى موسى الرضا= يجري على اعتابها بلا إنقضا (2)