وبعدما توفي المنصورُ= تغيّرت من بعده الامورُ وانتقل العهد الى المهديِّ= خليفة بحكمه الغويِّ فلم يكن بقسوة المنصورِ= ولم يكن ببخله المشهورِ وهو الذي قد أطلق الرجالا= من سجنه وأرجع الاموالا مقرباً منه جواري الغنا= ومبعداً عنه التقي المؤمنا ولم يرث من شرف الاسلافِ= سوى هوى الحقد على الأشرافِ (1) وفرح الناس بعهد « المهدي »= واستبشروا بجُودهِ والسعدِ لكنه اسرف في المجونِ= واللهو والعيدان واللحونِ ولم يكن لنفسه من همِّ= سوى ملذاتِ الهوى والنومِ فخمرهُ من منزلٍ لمنزلِ= يرقصهُ في الليلِ صوت « الموصلي » ونجلهُ الفاجر « ابراهيم »= وبنتهُ « عليةُ » تهيمُ « وجوهر » جارية الغناءِ= تسقيه من خمر ومن صهباءِ كؤوسهُ من فضةٍ أو ذهبِ= مخالفاً في ذاك سُنةَ النبي قد عبثت في عهدهِ النساءُ= تفعلُ « بالمهدي » ما تشاءُ فالخيزرانُ تحكم الامورا= حتى غدا خليفة مأمورا تمدحهُ كما يريد الشعرا= في كذب مزيفٍ وفي افترا وهو يصبُ المال دون خوفِ= الى قصيدٍ ضم كل زيفِ (2)