انحراف الواقفة الجزء التاسع: الإمام الكاظم عليهالسلام
لكن بعضهم بذاك وقفا= وقد غدا في صحبنا مضعفا
أغرتهم الاموال والرئاسه= واستغفلوا في النهج والسياسه
قد حسبوا ان غياب موسى= كغيبة الكليم أو كعيسى
ويا لها من فكرةٍ وفتنه= ما عرفت في آية أو سنه
وبعضهم عاد الى الامامِ= معتذراً بالفعل والكلامِ (1)
(1) قال النوبختي : لما توفي الإمام جعفر بن محمد الصادق عليهالسلام بالمدينة افترقت شيعته من
بعده ست فرق :
1 فرقة تمسكت بإمامته وقالت انه حي لم يمت وسوف يظهر وانه المهدي وهذه
الفرقة تُسمى « الناووسية » ورئيسهم من اهل البصرة اسمه « عجلان بن
ناووس » وقال الشهرستاني في الملل والنحل « بل هو ناووس » وقيل نُسبوا الى
قرية « ناوسا ».
2 فرقة زعمت ان الإمام بعد جعفر الصادق عليهالسلام هو ابنه الكبير اسماعيل ،
وانكرت موته في حياة ابيه رغم تأكيد الإمام الصادق عليهالسلام على موته ، وكانوا
يقولون بذلك من جهة التلبيس عليهم كونهم يعتقدون ان اباه الصادق عليهالسلام
غيبه عنهم ، وانه سيظهر كما ظهر نبي الله موسى بعد غيبته وذهابه لميقات
ربه ، وهذه الفرقة هي الاسماعيلية. ونقول : لا زالت منها اليوم بقية في الجزيرة
العربية ، والهند ، وباكستان ، وشمال افريقيا.
3 فرقة زعمت ان الإمام بعد الامام الصادق عليهالسلام هو محمد بن اسماعيل حفيد
الامام الصادق عليهالسلام وانه قام بالامامة في حياة الصادق عليهالسلام بعد وفاة ابيه
اسماعيل ابن الصادق وهم المسمون ب « المباركية » كان رئيسهم « مبارك » وهو
كوفيّ.
4 فرقة زعمت ان الامامة بعد جعفر الصادق عليهالسلام في ابنه عبد الله بن جعفر
الافطح وهم « الفطحية ».
5 فرقة افترقت من الفرق السابقة وتزعمها رجل اسمه « الخطاب » فصارت الفرقة
باسم « الخطابية ». وقد انقرضت هذه الفرق ما عدا بقايا الاسماعيلية واقربهم الى
الامامية جماعة الشيعة البهرة.
6 الفرقة السادسة وهي الفرقة الامامية التي ثبتتْ على امامة موسى بن جعفر عليهالسلام
وهكذا تكون جميع الفرق الخمس السابقة تُسمى ب « الواقفية » لأنهم توقفوا
عن الاعتقاد بامامة موسى بن جعفر عليهالسلام . فرق الشيعة / 78.
ثم قال النوبختي بعد عده لهذه الفرق : وفرقة الامامية هي الفرقة الحقة المأثورة عن
الصادقين عليهماالسلام وذلك لصحة مخارجها وقوة براهينها وجودة اسانيدها. المصدر السابق.
اما الشيخ المفيد فقد ذكر : وكان اسماعيل اكبر اولاد ابي عبد الله الصادق عليهالسلام وكان
شديد المحبة له والاشفاق عليه ، حتى كان قوم من الشيعة يظنون انه القائم بعد أبيه
والخليفة له لميل ابيه اليه واكرامه ، فمات في حياة ابيه ، فحمل على رقاب الرجال ودُفن
بالبقيع ، وكان الإمام الصادق عليهالسلام يتقدم نعشه في تشيعيه وكان كثيراً ما يكشف عن
وجهه ويريد بذلك تحقيق موته عند شيعته او الظّانين خلافته بعد ابيه ، وازالة الشبهة
عنهم فيما بعد.
وبعد موت اسماعيل انصرف الشيعة عن القول بامامته بعد ابيه ، ولكن اقام على ذلك
جماعة قليلة لم تكن من خاصة ابيه ولا من اوثق رواته ، بل كانوا من الاباعد
والاطراف ، وبعد وفاة الامام الصادق عليهالسلام انتقل الشيعة الى القول بامامة ولده موسى بن
جعفر عليهالسلام وافترق الباقون فريقين فريق منهم ثبت على امامة اسماعيل وهم اليوم قليلون
لا يشكلون ثقلاً في ميزان الشيعة ، وفريق منهم رجع عن القول بامامة اسماعيل وقالوا
بامامة ولده « محمد بن اسماعيل » لظنهم ان الامامة كانت لأبيه ثم انتقلت الى ابنه وان
الابن احق بمقام الامامة من الاخ.
وهذا الفريقان هما « الاسماعيلية ». الارشاد / 284 285
ومجمل القول ان الامامة ثابتة للامام موسى بن جعفر عليهالسلام بنص ابيه وتأكيده عليهالسلام مراراً على
ذلك خلاف ما يدعي الاسماعيلية.
المصدر : موقع شعراء أهل البيت (ع) - www.Shoaraa.com