الخطاب التاريخي
الجزء السادس: الإمام السجاد عليه السلام
والـتفت الـسجّادُ نحو
الطاغيه مـخـاطـباً إيــاهُ فــي
كـراهـيه
يـسـألـه أن يـرتـقي
الأعــوادا لـكي يـقولَ الـصدقَ
والرشادا
فــلـم يُــجـبْ مـطـلـبه
يـزيـدُ لأنّــــــه أدرك مــــــا
يـــريــدُ
لـكـنّما الـنـاسُ ألـحت
تـطلبُ دع الـغـلامَ يــا يـزيـدُ
يَـخـطبُ
مـا قـدر مـا يحسنُه هذا
الفتى وقـــد غـــدا فـــؤادهُ
مـشـتـتا
فـقـال لا ، هـذا وريـثُ
الـعلم فــصـاحـةً بـحـكـمـة
وحــلــمِ
فـلـم يـزالـوا فـيـه حـتّى
أذنـا فــبـدأ الإمـــام حــمـداً
وثــنـا
وقــال أُعـطـينا مـن
الـفضائلِ سِـتّاً عـلى كرامةِ المنازل
(1)
شــجـاعـةً فـصـاحـةً
وعـلـمـا ســمــاحـةً مــحـبّـةً
وحــلـمـا
ثـــمّ وقـــد بـسـبـعةِ
فُـضّـلـنا عـلى جـميعِ الـخلقِ
فـانتصرنا
بـــأنَّ مــنّـا أحــمـدَ
الـمـختارا وانّ مــنّــا حــيــدرَ
الــكــرارا
وفــاطـمـاً ســيّــدةَ
الــنـسـاءِ وبـضـعـةً خـامـسـةَ
الـكـسـاءِ
وجـعـفـرُ الـطـيّـارُ كــان
مـنّـا وحـمـزةَ ذاك الـفـتى
الـمكنّى
وسـيّـديَّ شـبـابِ أهـلِ
الـجنّة والـقائمَ الـمهدي مُحيي
السنّة
وانـطـلق الإمـامُ فـي
خـطابه يُـذكـرُ الـجـموعَ فـي
انـتسابه
أنــا ابــن مـكّـةٍ وجَـمْعِ
ومـنى وزمــزمٍ وابـنُ الـصفا ذاك
أنـا
أنـا ابـن مبعوث السماءِ
أحمدا مَن حملَ الركنَ بأطرافِ
الردا
أنـا ابـن مَـن قاتل في
سيفينِ فـي بـدرِ الـكبرى وفـي
حُـنينِ
أنــا ابــن مَــن رَبّـاه
جـبرائيلُ أنــا ابــن مَـن نـاجاه
مـيكائيلُ
أنــا ابـن وارثِ الـنبواتِ
عـلي أنـا ابـن ذاكَ الـهاشمي
البطلِ
أنـا ابـن أكـرمِ الـنساءِ
الـزهرا فـاطـمةِ حـسبي بـذاك
فـخرا
انـا ابـن مَـن قـد رمّلوهُ
بالدما انـا ابن مَن أبكى ملائك
السما
أنـا ابـن مَن في نينوى قد
قُتلا انـا ابن مَن أضحى دفينَ
كربلا
فــضـجَّ كــلُّ الـنـاس
بـالـبكاءِ وأيـــقــنَ الــطـغـاةُ
بــالـبـلاءِ
وكــــادت الـفـتـنةُ أن
تـكـونـا عـاصـفـةً تـحـطـمُ
الـحـصـونا
فــأمــرَ الـطـاغـيـةُ
الــمـؤذنـا أن يـصـعد الـمـنبرَ كــي
يـؤذنا
حــتّـى إذا مــا بـلـغ
الـشـهاده لـلمصطفى بـالوحي
والسياده
الـتـفـت الإمـــامُ لابـــن
هـنـدِ وقـال هـل جدّك ذا أم جدّي
؟
فــإن زعـمـتَ أن طــه
جـدُّكْ فـقـد كـذبـتَ وتـعـدّى
حــدُّكْ
أمــا إذا كـنـتُ أنــا ابـن
ابـنته فِلمْ وضعت السيفَ في عترته
ولــمْ سـبـيت أهـلَـهُ
والـنسوه وهـم لـكلّ الـناس خـيرُ
أُسوه
فـالويلُ إن كان النبيُّ
خصمَك يـوم الحساب إذ تُلاقي
ظلمَك
ثـــمّ أُقـيـمت بـعـدها
الـصـلاةُ فَــأتَــمَّ بـالـطـاغـيةِ
الـطـغـاةُ
فَــأتَــمَّ بـالـطـاغـيةِ الـطـغـاةُ |