من كربلاء إلى الكوفة
الجزء السادس: الإمام السجاد عليه السلام
وســــارت الـقـافـلةُ
الـمـلـهوفة تطوي الفيافي في طريقِ الكوفه
يــزجــرُهـا خـــوّلَــةٌ
والــشــمـرُ ودمـعُـهـا عــلـى الـمـآقي
سـتـرُ
تـدفـعُ بـالأيـدي سِـيـاطَ
الـظـالمِ وقــلــبُـهـا يــنــبـضُ
بــالـعـزائـمِ
قــافــلــةٌ يــقـدمُـهـا
الــســجّـادُ بــمــوكـبٍ يــســوقـه
الـــجــلّادُ
حـتّـى بــدت لـلـركبِ مــن
بـعيدِ الـكـوفـةُ الـحـمـرا بــيـوم
عــيـدِ
تُـــدقُّ فـــي أنـحـائـها
الـطـبـولُ فــي فــرحِ يـشوبهُ الـذهولُ
(1)
حــتّـى إذا مــا وصـلـتها
الـقـافله ونــزلَ الـسـجّادُ يـحـمي
الـعـائله
قـام « عـبيدُ الله » فـوقَ
الـمنبرِ مُـسـتـبشراً بـقـتلِ خـيـرِ
الـبـشرِ
ويـحـمـدُ اللهُ عــلـى مـــا
وقـعـا مــن حـادثِ هـزَّ الـجهاتِ
الأربـعا
واجـتـمع الـنـاسُ بِـبابِ
الـمسجدِ وبـعـضُهم يـبـكي بـقـلبٍ
مُـكـمدِ
فـــصــرخ الإمـــــامُ لا
تــبـكـونـا أَلــســتُــمُ أنـــتُـــمْ
قـتـلـتـمـونـا
أَلــســتُــمُ أنـــتُـــمْ قـتـلـتـمـونـا |