تخاذَلُوا لجبنهِم عنْ قتلهِ= ما انجلَتِ الحربُ عُلاً عن مِثلِهِ وهوَ وحيدٌ بينهمْ مَكْثورُ= لكنّهُ ذُو هيبة وَقُورُ (1) تَرتهبُ الابطالُ أنْ تَدنو لهُ= والشمسُ في سَمائِها تَعنو لَهُ إذْ ذاكَ قدْ دَنا لهُ غلامُ= في الحُسْنِ بَدرٌ مُشرقٌ تمامُ حاولَ أنْ يحمي الحسينَ فَغَدا= مهوى السيوفِ فمضى في الشُّهَدا (2) وبعدَهُ جاءَ اليهِ ابنُ الحسَنْ= وذاكَ عبدُ اللهِ شبلٌ مؤتَمنْ يقولُ : ويحكُمْ أَتقتلونهُ= وهْوُ ابنُ فاطم وتَعرِفونهُ فقُطِعَتْ يمينُهُ بضربَهْ= فجاءَ سهمٌ قدْ أصابَ قلبَهْ (3) وبقيَ الحسينُ في الميدانِ= تُحيطُ فيهِ زُمرةُ الذُّؤْبانِ يَنُوءُ بالطعنِ وبالجراحِ= وقلبهُ ينبضُ بالكفاحِ فبدرَ الشمرُ الى مقتلهِ= وشاهراً في وجهِه لنصلهِ