أوّلهُمْ نجلُ الحسينِ الأكبرُ= عليٌّ الفتى المُهابُ الأنورُ أشبَهُ آلِ بيتهِ بالمصطفى= ووارثُ المكرمينَ الشُّرَفا سبعٌ وعشرونَ لهُ أعوامُ= ووجهُهُ بدرٌ بَدا تمامُ يستأذنُ الحسينَ للقتالِ= يذبُّ عنْ دينِ الهدى والآلِ فضمَّهُ الحسينُ شوقاً وبكى= وهزَّ دمعُ مُقلَتيهِ الفَلَكا وقالَ يا ربّاه ذا غلامي= ضحيةٌ لنصرةِ الاسلامِ كنّا اذا اشتَقْنا الى النبيّ= نراهُ خلفَ وجههِ البهيّ تقدّمَ الاكبرُ للميدانِ= مُرتجزاً للضربِ والطِّعانِ « أنا عليُّ بنُ الحسينِ بنُ عليّ= نحنُ وبيتِ اللهِ أولى بالنبيّ تَاللهِ لا يحكمُ فينا « ابنُ الدَّعِي= أضربكُم بالسيفِ أحمى عنْ أبي ضَربَ غلام هاشميٍّ عَلويّ »= مُذكِّراً إيّاهُمُ ضربَ الوصيّ وعادَ بعدَ جولة عطشانا= مِنْ شدةِ الحربِ وما قَدْ عانى يقولُ : هَلْ منْ شربة مِنْ ماءِ= أقوى بها اليومَ على الاعداءِ أجابَهُ الحسينُ ردّ واصْبِرِ= فسوفَ تُروى بكؤوسِ الكَوثرِ وعادَ للميدانِ مُسْتَميتا= فالشبلُ لا يخشى بأنْ يموتا وواصلَ القتالَ مثلَ جدِّهِ= مُهرولاً بسيفهِ لِندِّهِ فجاءَهُ مِنْ خلفهِ « ابنُ العبدي »= وسدَّدَ الرمحَ لهُ عنْ بُعْدِ بطعنة جبانة قَتّالَهْ= أفجَعَ فيها المصطفى وآلَهْ فأَسرعَ الحصانُ فيهِ للعِدا= فقطعوهُ بالسيوفِ بدَدا فصاحَ يا أبي سلامٌ مِنّي= عليكَ ، هذهِ جنانُ عدنِ هذا رسولُ اللهِ قدْ سَقاني= بشربة نِلْتُ بها الأماني فجاءَهُ الحسينُ يَبكي حُزْنا= يَقولُ : قَدْ فُزْتَ بها وفُزْنا لَهْفي على النساءِ لما سمِعَتْ= قلوبُها منْ حُزْنها تقطّعَتْ فصِحْنَ وا جَدّاهُ وا محمّدا= هذا عليٌّ نهبُ أسيافِ العِدا فاحتسبَ الحسينُ في بكاءِ= أولَ مقتول منَ الأبناءِ (1)