جون يُدافع عن الحسين عليهالسلام
الجزء الخامس: الإمام الحسين بن علي عليهالسلام
وكـانَ « جـونٌ » يـرقبُ
المشاهِدا جــــرّدَ ســيـفَـهُ لــكــي
يُـجـاهـدا
خـاطَـبـهُ الـحـسـينُ قــدْ
صَـحِـبْتَنا لا كَــيْ تـمـوتَ الـيومَ فـي
مِـحْنَتِنا
وإنَّــــمـــا صــحـبْـتَـنـا
لــلـعـافـيَـهْ فـسِـرْ الــى تـلكَ الـوهادِ
الـخافيَهْ
فــأنـتَ فـــي حِـــلّ مــنَ
الـقـتالِ فـخـاطبَ الـحـسينَ فــي
ســؤالِ
أفـــي الـرخـاءِ ألْـحَـسُ
الـقِـصاعا وفــي الـشـدادِ أهـربُ امـتناعا
؟!
واللهِ لا حــتّـى يـطـيـحَ
مـخـذَمـي وقـــدْ تـخـالـطَتْ دمـاكُـم
بـدَمـي
ثــــمّ مــضــى يــطــاردُ
الـكـفّـارا ويــنــشـدُ الالــحــانَ
والأشــعــارا
« كـيفَ تـرى الكفّارُ ضربَ
الأسْوَدِ بـالـسيفِ ذبَّــاً عــنْ بَـنـي
مـحـمّدِ
أذبُّ عــنــهُـمْ بـالـلـسـانِ
والــيَــدِ أرجــو بــهِ الـجـنةَ يـومَ الـمورِدِ
»
وصـــــارَ لــلـسـيـوفِ
والــرمــاحِ نَــهْـبـاً ولـلـسـهامِ والـصـفـاحِ
(1)
وجـاءَ دورُ « ابـنِ نـبيهِ الـكاهلي
» وكـــانَ شـيـخـاً ذا قـــوام
نــاحـلِ
قــدْ كــانَ صـاحَـبَ الـنبيِّ
الـهادي هـيـئـتُهُ أبــكـتْ أبــا الـسـجادِ
(2)
وبـعدَه « عَـمْرو » فتى « جنادَهْ
» يُـنـسَـبُ لـلأنـصـارِ فــي
الـسـيادَهْ
لـــم يـبـلُـغِ الـحـلـمَ ولــمْ
يـقـاتِلِ مِـنْ قـبلِ هـذا الـيومِ فـي
الأوائِـلِ
فــــردَّهُ الـحـسـيـنُ حُــبّــاً
فــيــهِ كـــيْ لا يــذوقَ الـقـتلَ مــعْ
أبـيـهِ
لــكـنّـهُ مَــضــى يــشــدُّ
الـعَـزْمـا مُــرتــجــزاً بــطــولــةً
وحَـــزْمــا
وحـــيــنَ صــــارَ رأسُــــهُ
لأُمِّــــهِ تــمــسَّـحَـتْ بــجــرحـهِ
ودمـــــهِ
وارتـــجــزَتْ وأخــــذَتْ
عَــمــودا تُــقــاتـلُ الــجـمـوعَ
والــحُـشـودا
« إنـي عـجوزٌ فـي الـنسا
ضـعيفَة خــــاويــــةٌ بـــالِــيَــةٌ
نــحــيــفَـة
أضــربــكُــمْ بــضــربــة
عــنـيـفَـة دونَ بــنـي فـاطـمـةَ الـشـريفة
»
فـــردَّهـــا الــحـسـيـنُ
لــلـخـيـامِ وقــالَ : دافـعتِ عـنِ الـذمامِ
(3)
وعندها قدْ غَضبَ « ابنُ الجعفي » فـشـدَّ فــي الـرجـالِ دونَ
خــوفِ
مُـــرتــجــزاً بـــصــوتــهِ
دَوِيّــــــا « الــيــومَ الــقـى جـــدَّكَ
الـنـبـيا
ثـــــمّ أبــــاكَ ذا الــنــدى
عــلـيّـا ذاكَ الــــذي نــعـرفُـهُ الـوصـيّـا
»
حـتّى تـوارى صـوتُهُ فـي
الـمعركَهْ وحــولَـهْ سـيـوفُـهم مـشـتبكَهْ
(4)
وبـعـدَهُ راحَ « ســوارُ الـفـهمي
» مـــقـــاتــلاً بــــقـــوة
وعـــــــزمِ
فـكـثـرَتْ فـــي جـسـمه
الـجـراحُ ومـــزقَــتْ أعـــضــاءَهُ
الــرمــاحُ
فــــأســـرُوهُ غــيــلــةً
وغَــــــدْرا فـسـبَّ فـيـهم « عُـمراً وشِـمْرا
»
وقــــدْ تــشـفَّـعَ رجــــالُ
قــومـهِ أنْ يُـطـلِقُوا سـراحَـهُ مــنْ
يـومـهِ
فــعـاشَ بـعـدَهـا شــهـوراً
ســتَّـهْ ومـاتَ فـخراً يـا لَـها مِنْ موتَهْ
(5)
ومـاتَ فـخراً يـا لَـها مِنْ موتَهْ (5) |